السفر والإبتعاد عن الاقارب يكسب المرء محبتهم ويبقي المودة بينهم وتبقى علاقة القربى قوية والتواصل مستمر ..
في العهد الاسلامي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بعض اهل المدينة ان لا يتجاوروا في السكن وقال لهم قوله الشهير : (تزاوروا ولا تجاوروا) .
ولهذه الكلمة معنى عظيم في الارشاد والنصح .. اي لا تتقاربوا في السكنى فتكثر بينكم المشاكل ولكن تباعدوا وتزاوروا ولا تقطعوا التواصل فيما بينكم .
وأخيرا عاد المغتربون من السعودية وهم اكبر جالية مغتربة من البلاد وعادت معهم المشاكل وزاد العبء على كاهل الاقتصاد المتهالك .
عادوا بعد فرض الإجراءات التي اتخذتها السعودية وطبقتها من مطلع العام الحالي وكان لها اثرا بالغ السوء على بلادنا ومغتربينا لأننا كنا معتمدين كليا عليهم في اعالة الأسر .
عادوا والبلاد على حافة الهاوية من الانهيار التام والغلاء الفاحش وغياب الدولة وانهيار العملة المحلية .
عادوا والبلاد تئن تحت وطأت الحرب والدمار وانفلات الأمن والتسيب والفساد والقحط .
عادوا والبلاد محاصرة كليا منع عليها استيراد الالواح الشمسية والبطاريات والزيوت واخيرا منع استيراد المعدات والآليات وسيارات الدفع الرباعي من السعودية .
عادوا وقد ارتفع سعر العقار وعقود الايجار والشروط الجديدة لأرباب العقار بأن الدفع بالريال السعودي او الدولار !
عادوا والبلاد منكوبة وزادوها نكبة فلا جار يستجيرون به ولا بعيد يرجون خيره ولا عدو يكفيهم شره .
عادوا وقد سطوا على اراضيهم المتنفذين والبلاطجة وعمروها واجروها او سكنوا فيها او باعوها !!
عادوا وقد منعت دول الخليج مواطنيها من السفر الى اليمن حتى المنحدرين من اصول يمنية وكانوا خلال المواسم يأتون ويرفدون البلاد بما يصرفوه فيها من اموال يأتون بها معهم .
والمصيبة الكبرى أن. معظمهم عادوا طفرانين لايملكون ايجار شقة شهر او شهرين بعد ان دفعوا كل مايملكون لتجديد الاقامة واستصدار تاشيرات خروج نهائي وشراء ملابس لاطفالهم , وآخرين عادوا وقد احتلت منازلهم من قبل بعض الاقارب وكثرة الأسر خلال الغيبة ولم يعد المنزل يتسع للساكنين المحتلين فضلا عن المالكين !!
عادوا وزادت المشاكل وكأن غيابهم نعمة على البلاد وعودتهم نقمة ..
عادوا ليفتشوا على ديونهم القديمة (يقول المثل : من فقر راح يدور على دين ابوه الدويل) .
عادوا وعادوا يتذكرون حساباتهم مع الاقارب والاصدقاء والمعارف بعد ان نسوها سنوات طويلة لظنهم انهم لن يعودوا الى البلاد .
عادوا وكثرت المشاكل بينهم وبين اقاربهم وتقطت عرى المودة والقربى بسبب تلك العودة المفاجأة !
عادوا وليتهم لم يعودوا في هذه الظروف .. لو عادوا في ظروف غير هذه لقلت المشاكل واستوعبتهم البلاد وفرح بهم الاهل والاقارب ولكن ... ! عودة بفقر نتيجته مشاكل وتقاطع.
عادوا وقد احتل الافارقة مكانهم المعيشي والاقتصادي في البلاد بعد ان سكنوا المدن وافترشوا الشوارع والساحات يمسحون السيارات .
الحقيقة ان فراقهم غنامة وغربتهم رحمة وقربهم في البلاد كربة. لان الغربة ياما غيبت من كوارث في صور اوادم , ويا ما سترت على خلق انشكف حالهم وبدت سوأتهم عند عودتهم , ويا ما قللت من مشاكل الاقارب وحسنت صور قبيحة وطبعت اخلاق خبيثة وسترت بلاوي كثيرة.
في الختام / من عادوا ليس كلهم شر وعبء ولكن بعضهم سافر من البلاد جميلا وعاد اليها اجمل باخلاقه ومحبته للناس وحسن تعامله مع اهله واقاربه مقدرا الاختلاف بين الزمن القديم واليوم مسامحا من اساء اليه ومتجاوزا عن من اخطأ في حقه هؤلاء مرحب بهم في بلادهم فأهلا وسهلا بهم .
اما من عاد ليتذكر المشاكل وأذية اهله واقاربه ويعمل على اثارة المشاكل وتذكار قضايا مرت عليها سنين طويله وقد طواها النسيان وتناساها من بقي في البلاد صامدا رغم كل الظروف التي مرت عليه فهذا غير مرحب به فلا اهلا ولا سهلا به انما يبقى شريكا في البلاد مثل غيره .
وبعد : لا تنسوا اني واحد من المغتربين ان كانت عودتنا القسرية ستجلب لكم المشاكل فلا عدنا ولا جينا ولا اهلا ولا سهلا بنا.
وإن عدنا متسامحين مع اهلنا متجاوزين عن هفوات الاخوان والاقارب عافين عن كل من أساء الينا او آذانا محبين للجميع فقولوا لنا : اهلا بكم في بلادكم وبين اهلكم
وقد قيل (عز القبيلي بلاده) او ( ما للرجل إلا بلاده) .
بلادي وإن جارت علي عزيزة ** وأهلي وان ظنوا علي كرام.
قولوا لنا اهلا وسهلا
والسلام عليكم