المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن يقف مع وحدة اليمن ، ليس حبا فيها من زاوية الوحدة العربية، بل لانها قدمت مثلا سيئا ومنفرا للوحدة العربية، اضافة الى الشطحات التي اقدم عليها الكثير من الزعماء العرب ممن كانوا يرفعون لواء الوحدة العربية..
ولان المجتمع الدولي لا يكره حالة مثلما يكره الوحدة العربية فقد دعم انشاء الجماعات والكيانات ذات الموروت الديني والطائفي والعرقي المتناحر وسعى بكافة الوسائل الى اشاعة النزاعات والصراع الدموي فيما بينها وعلى هذا الاساس يسعى الى اعادة تركيب دول الشرق الاوسط، الا انه لا يطيق استقلال الجنوب واعادة بناء دولته على اسس مدنية ووطنية.
لماذا اذا هذه الحالة والموقف الانفصامي ؟
يقال ان المواقف السياسية التي تتبعها امريكا ودول الغرب هي انعكاس لسيطرة الشركات الرأسمالية المتوحشة وهي تجسيد عملي للمقولة العلمية التي تعتبر ان (السياسة تعبير وانعكاس مكثف للاقتصاد) ، وقد كان حضور ممثلي هذه الشركات واضحا في مؤتمر الحوار اليمني.
اذا ما حاجة هذه الدول او هذه الشركات لدعم استقلال الجنوب والذي سوف يأتي بدولة قد تقف عائقا امام حصولها على ثروات الجنوب بابخس الاثمان واذل الشروط ، بل وربما تؤسس لدولة مدنية وطنية نموذجية في الجزيرة العربية قد تؤثر على الشكل التقليدي الذي قامت على اساسه دول الخليج.
من هنا على الجميع أن يفهم لماذا يصر المجتمعين الدولي والاقليمي على مصادرة استقلال القرار الوطني الجنوبي من كل القوى الجنوبية الفاعلة.