لا تتوفر احصائيات دقيقة عن عدد سكان عدن في الوقت الراهن، ولكن بالنظر الى التوسع السكاني والعمراني فيها وخصوصا بعد الوحلة اليمنية ، يمكن تقدير سكان عدن بعدد واحد مليون وخمسمائة الف نسمة ( 1500000 نسمة) ، ومع افتراض ان المليون منهم هم نساء ورجال كبار في السن واطفال، يتبقى نصف مليون شباب مفتولي العضلات وبنات يافعات ونساء صغار السن.
عدن هي قبلة الجنوب الوطنية، وتعيش اليوم اوضاع مأساوية لم تشهدها حتى في ايام اسوء السلطات الحاكمة ، ولا في حربي الشمال ضدها في 1994 و 2015.
اليست هي عدن التي قاومت الاحتلال والغزو اليمني في الحرب الاخيرة؟ الم نقل ذلك؟ الم نتفاخر جميعا بتلك الملحمة التي صنعها شهداء وجرحى عدن ومقاومتها الشريفة ؟ الم ترتفع اصواتنا فخرا وخيلاء وكبرياء في وجوه اخواننا من ابناء الريف بانهم خذلوا عدن وهربوا وتركوها تواجه مصيرها لوحدها؟ اين المتنطعين باسم عدن باعتبارهم العدنيين الاصل ذوي الدم العدني النقي؟
عندما زارني احد اصدقاء الشهيد/محمد احمد مصعبين ليعزيني في استشهاد صديقه ،قال لي عبارة لا تزال ترن في اذني (خلصوا الرجال يا عم احمد).
بئس ما فعل الجميع بدون استثناء (وانا منهم) ، اذا لم تخرجوا اليوم لانقاذ عدن والجنوب، فكفوا عن الحديث والولولة عن عدن، وليذهب النصف مليون نسمة القادرين على الاقل على الصراخ ليذهبوا الى الجحيم، او الاختباء في احضان زوجاتهم او ازواجهم او امهاتهم.
فلا حديث عن عدن الا لمن يتقدم الصفوف لحمايتها ايا كانت اصوله.