حكى لي أحد الاصدقاء : -
في زمن ما من الازمنة الجنوبية ، وفي إحدى قرى حوطة لحج، جاءت سيارة الامن تبحث عن شخص من أبناء القرية اسمه (ياسين) وعندما وجدوه أوسعوه لكما وركلا وإهانات ورموه في صندوق السيارة ، .. تساءل أهل القرية عن الجريمة التي ارتكبها (ياسين) ، فقال لهم الامن : انه عميل للثورة المضادة.
أوصل الامن (ياسين) إلى زنزانة في سجن تابع لأمن الدولة مليئة بمعتقلين سياسيين، ورموه في الزنزانة بعد أن أعطوه حصة إضافية من الركل واللكم امام بقية المعتقلين...
وهكذا كان الامن يأتي في كل مساء يفتحون الزنزانة ويأخذون (ياسين) بمهرجان من الصفع والزبط ويرجعوه بعد ساعة أو ساعتين بنفس المهرجان.
أصبح ياسين بطلا قوميا في نظر المعتقلين ولذلك كان المعتقلين يثقون به كثيرا ويحكون له كثير من الأسرار التي كان الأمن يبحث عنها ، ويجدها عند ياسين.
إبان الثورة الجنوبية السلمية قبل حرب 2015 ، كنا نرى أشخاصا غريبي الاطوار.. آخذين بناصية القيادة ، يشترك معظمهم في تدني الوعي والفكر والثقافة ، وفي قدرات عجيبة في قيادة الجماهير، ولذلك تجمع حولهم الكثيرين من الشباب ، ويا ويلك من الشباب إذا انتقدت احدهم ،بعضهم كان يسجن من قبل الامن السياسي والمركزي، فيخرجون بعد فترة رافعين الرؤوس كأبطال تحملهم الجماهير على اكتافها.
الغريبة أن رصاصات الأمن المركزي والحرس الجمهوري كانت دائما تخطئ أولئك الابطال ، برغم معرفة الأمن بهم..كانت الرصاصات تخترق فقط من يقف بجانبهم.
بعض من هؤلاء الأبطال ظهروا في تعيينات الشرعية وبعد أن كانوا يرفعون راية الجنوب أصبحوا اليوم أكثر الناس حماسة لطمس أعلام الجنوب ورسم علم الجمهورية اليمنية، قريبا سوف تسمعون قرارات تعيينات جديدة لبعض من شباب الحراك اللذين كنا نشك فيهم.
لكن أخطرهم من تمكن من التسلل الى الانتقالي.ولذلك ليس غريبا أن نسمع دائما وفي كل الازمنة الحنوبية عن خيانات وعمالات جديدة وكلها لمصالح اقتصادية ومالية خالصة ، يتساوى عندها الوطن برزمة حقيرة من الاوراق المالية.