الثورة- وبحسب فهمنا المتواضع- هي حركة او انتفاضة شعبية شاملة تقودها طليعة من الجماهير على قدر عالي من الوعي الوطني السياسي والفكري وقدرات هائلة على قيادة الجماهير نحو تحقيق اهداف الثورة، وهي تقوم لانهاء وطرد وجود استعماري او احتلالي او لتغيير نظام استغلالي مستبد...
ولنجاح الثورة ، ينبغي ان تكون اهدافها واضحة لصالح غالبية الشعب، وان يكون الثوار (قيادة وقواعد) على درجة عالية من الوعي السياسي والفكري والانضباط التنظيمي ، وان تحرص قيادة الثورة على استقطاب العناصر الوطنية الشريفة التي تشكل القدوة والالهام للجماهير..كما ينبغي اختيار الادوات والاساليب الاكثر فعالية لانجاز الاهداف المرحلية والاستراتيجية للثورة...وعلى قدر متوازي مع كل ماذكر، ينبغي ان يكون للثورة داعميها ومؤيديها الاقليميين او الدوليين لمساعدتها على النجاح، وفي اطار هذا الدعم والتأييد، ينبغي على الدولة او الدول الداعمة ان تعلن تأييدها للثورة بصورة علانية ورسمية للعالم، وهذا ما فعله جمال عبدالناصر عندما دعم ثورة اكتوبر الجنوبية، فلم يكتفي بتقديم السلاح والمال، بل جاء الى تعز واعلن في خطابة الشهير (ان على بريطانيا العجوز ان تأخذ عصاها وترحل من الجنوب) ، كما ساند ايضا بالدعم الاعلامي فكانت اخبار عمليات الثوار الفدائية تذاع من صوت العرب من القاهرة.
كان ذلك واضحا وتحقق بصورة مثالية لثورة اكتوبر برغم الصعاب ومحاولات الثورة المضادة التي دعمتها بريطانيا ، ولكن تم تجاوز ذلك بفضل حنكة قيادة الثورة والتفاف الجماهير حولها.
ولذلك تلجأ الدول او الانظمة المستهدفة من قبل الثورة، تلجأ الى صنع ثورة مضادة بصورة علنية وخارجية ، او بدس عناصرها ضمن التنظيم الثوري التحرري لتخريبها من الداخل، سواء في مرحلة النضال السلمي او الكفاح المسلح.
وهذا ما حصل فعلا ابان ثورة شعب الجنوب في اطار الحراك الجنوبي ومكوناتة المختلفة قبل الحرب الاخيرة في ربيع 2015 ، او عند التصدي للغزو الهمجي اليمني وبعد الانتصار عليه وطرده من معظم اراضي الجنوب. نجحت الثورة المضادة ومن يقف خلفها داخليا وخارجيا،نجحت في اختراق حركة التحرر الوطنية الجنوبية الثانية؟
واظن اننا نمر بأزمة ثورة ، تستدعى تداعي كل القوى الوطنية الجنوبية المؤمنة باستعادة استقلال الجنوب، للتدخل بشتى الوسائل الممكنة لانقاذ الثورة ،