حكاية منلوج : طول عمري ونا أشقى با الحراوة يا عيلة

2018-07-29 12:27
حكاية منلوج : طول عمري ونا أشقى با الحراوة يا عيلة
شبوه برس - خاص - زنجبار أبين

 

حكاية منلوج ( إيلبلّه طويلة ) للمنلوجست عثمان عبدربه مريبش رحمه الله

كانت بداية ظهور فن المنلوج ( الأغنية الساخرة ) في أبين عام 1958م عندما قدم الأستاذ عتمان عبدربه مريبش رحمه الله منلوجه الشهير (كعدة ما يحملها حمال) في جعار أثناء حفل نهاية العام الدراسي لمدارس سلطنة يافع بني قاصد وكان الأستاذ مريبش يعمل حينها مدرسا في مدرسة باتيس الابتدائية وقد كان المنلوج معارضة للأغنية الشهيرة (وحدة ما يغلبها غلاب) التي كان صداها يدوي في سماء البلاد العربية من الخليج الى المحيط بحكم محتواها وتغنيها بالوحدة المصرية السورية ، وقد لاقى هذا المنلوج هجوما صاعقا من إذاعة صوت العرب من القاهرة واعتبرت معارضة منلوج مريبش لأغنية الوحدة سخرية وانتقاصا من المنجز القومي الكبير ومن الزعيم جمال عبدالناصر حتى أن الإذاعة وصفت الأستاذ مريبش والمشاركين معه ب (زماميط جعار) ، وعلى طريقة المثل ( رب ضارة نافعة ) فقد أفاد هجوم إذاعة صوت العرب الأستاذ مريبش - حسب قوله لي - من ناحيتين

الأولى إنه قد أعطاه شهرة ورواجا كفنان منلوجست من أول منلوج له

والثانية إنه جعله يستوعب ويفهم ويعي أهمية ما يقوم به من دور اجتماعي وتنويري وتوعوي ونقدي في المجتمع ويختار المواضيع والأغراض الهادفة بعد أن كان يؤلف المنلوجات للضحك والتسلية ليس إلا  .

 

قال لي المنلوجست المرحوم عثمان عبدربه مريبش :

بعد ما حصل لي بسبب منلوج ( كعدة ما يحملها حمال ) فإني أستطيع القول إنه في مايو عام 1958م كانت بدايتي الحقيقية كمنلوجست ، عندما كتبت أوّل منلوج هادف في حياتي وهو منلوج (إيلبلّه طويلة) متناولا فيه ظاهرة غلاء المهور التي كانت الناس وماتزال حتى الآن تضجّ منها... وجاءت فكرة المنلوج بعد أن ارتفعت المهور في السلطنة الفضلية من 1600شلن إلى 10000 شلن ... وقد سمعت أن القبائل في سلطنة العواذل اجتمعوا وحدّدوا المهر بمبلغ 2000 شلن ..فاستحسنت ذلك وكتبت المنلوج محددا فيه المهر نفسه ... وقدّمت المنلوج لاوّل مرّة في شقرة في حفل نهاية العام الدراسي ثم قدّمته أثناء مشاركتي في معسكر شبابي ضم شباب ولايات الجنوب العربي حينها وقوبل باستحسان كبير من الجمهور ثم انتشر واشتهر بقوة بعد أن سجّلته في إذاعة عدن عام 1960م .

وما يجعلني معتزا بهذا المنلوج أن تأثيره كان فعالا إلى درجة كبيرة فبعد أن قدّمته عام 1958م تداعى عقلاء السلطنة الفضلية وأعادوا المهر كما كان عليه من قبل أي 1600 شلن ... ثم بعد الاستقلال وعند إصدار قانون الأسرة في السبعينات كان المبلغ الذي حدّدته في المنلوج (  2000 شلن ) هو نفسه الذي قرّره القانون مهرا للفتاة البكر ...

 

أما كلمات منلوج إيلبلّه طويلة فتقول :

 

طول عمري ونا أشقى با الحراوة يا عيلة

جيت لاعند ابوها جاب هدرة طويلة

طويلة إيلبلّه بلّه جاب هدرة طويلة

 

قال هيّه تفرتش لا معك شي دويلة

قلت ألفين يا عم ..قال هذي قليلة

قليلة إيلبلّه بله قال هذي قليلة

 

عشرة آلاف ادفع بالوفاء ياهبيلة

وعشر جنيات للأم خاف ترضى بحيلة

بحيلة إيلبلّه بلّه خاف ترضى بحيلة

 

ياالله هيّه توكّل شوف بنتي أصيلة

قلت ياعم اسمع ليس قصدي أصيلة

أصيلة إيلبلّه بلّه ليس قصدي أصيلة

 

*- محمد ناصر العولقي

المرجع : كتاب ( من تاريخ الأغنية في لحج وعدن وأبين)  لمحمد ناصر العولقي