كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته

2025-07-21 20:55

 

إلى كل من يتحمّل مسؤولية، صغرت أو كبرت، في الملف اليمني شمالًا وجنوبًا... إلى كل من يتقلّد منصبًا سياسيًا أو عسكريًا أو مدنيًا، إلى كل من يملك قرارًا أو تأثيرًا أو سلطة من أي نوع...

 

ما الذي تنتظرونه أكثر؟

ما الذي بقي لم يحدث؟

ألم تكتفِ ضمائركم بما ترونه وتسمعونه من مآسٍ تفطر القلوب وتقضّ المضاجع؟

 

والله إنكم ستُسألون أمام الله، ثم أمام هذا الشعب، عن كل ما يجري من جرائم وانتهاكات، بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

ستُسألون عن الذين انتحروا لأنهم عجزوا عن تأمين لقمة العيش لأطفالهم.

ستُسألون عن الأب الذي أزهق روحه أمام أبنائه، لأن كرامته لم تسمح له أن يراهم جائعين باكين وهو عاجز لا يملك شيئًا.

ستُسألون عن الأمهات وكبار السن، وعن الأطفال الذين يبحثون في القمامات عن بقايا خبز تسد رمقهم.

 

ستُسألون عن آلاف المرضى الذين يموتون في صمت، لغياب الدواء وانقطاع الكهرباء وتهاون المسؤولين.

ستُسألون عن انفلات الأسعار، وانهيار العملة، وتآكل الأجور، وكل ذلك جعل ملايين اليمنيين عاجزين عن شراء أبسط أساسيات الحياة.

ستُسألون عن الكارثة التي نعيشها كل يوم، حين تتحول أبسط الخدمات إلى شرارة مشاجرات ومعارك واشتباكات، يُقتل فيها الأبرياء دون ذنب.

 

ستُسألون عن الطرق المتهالكة، عن المؤسسات المنهارة، عن التعليم الغائب، عن الأمن المفقود، وعن الوطن الذي يذبل يومًا بعد يوم بين أيديكم.

فمتى ستهتزّ ضمائركم؟

متى تتحرك إنسانيتكم؟

متى تدركون أن مناصبكم تكليف لا تشريف، ومسؤوليات لا امتيازات؟

 

نحن لا نكتب من باب السخط، بل من باب الأمانة... نكتب لأن صوت المواطن البسيط يُختنق في الزحام، نكتب لأن المآسي فاقت كل وصف، ولأن الخوف من الله أعظم من الخوف من السلطة.

 

إن التاريخ لا يرحم، والله لا يغفل، والضمير الحي لا يرضى أن يسير في موكب النعيم بينما الناس يُذبحون في صمت.

تذكروا:

كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته.