(و بعد ان تناولنا العصير البارد ... و ارتاح ابو عوض تواصلنا في الحديث و قلت له):
- عزيزي بو عوض كم نتمنى ان تعود لنا دولتنا و ان يقود البلاد جيل جديد من الشباب ليحموها بعقولهم الناضجة.
- بس يا بو حمد ستبقى عدن جاذبة لاهلها من المحافظات.
- لو سمحوا يا عزيزي لعدن بأن تساعد اخوانها في المحافظات الأخرى لقمنا بإنشاء فعاليات إقتصادية في محافظة لحج مثل محالج القطن و الزراعة، و ايضا في ابين مصانع تعليب السمك و غيرها، و تطوير صناعات البترول و الغاز في حضرموت و شبوة و غيرها من المشاريع في المهرة و سقطرى، و سيعود ابناء المحافظات الى محافظاتهم للعمل فيها و بين جماعاتهم.
- و حتى يصير هذا هل ستقبلون بأبناء المحافظات بينكم؟
- نعم سنقبلهم على العين و الرأس كأهل لنا و أنصار لابناء عدن، حتى اللي يدعون بغباء ان لهم 500 سنة في عدن، و لا زال لا يفرقون بين الغين و القاف.
- تقصدني انا؟
- انت من اول تقول "غريبة" و تقصد "قريبة" و انا متحمل و ساكت، و لكن لا اقصدك، و انما اقصد واحد مسؤول من مسؤولي الغفلة.
- طيب في الأخير أخي علي فيك تقنعني ان الحراك السياسي في عدن قام به ابناء عدن، قبل الجبهة القومية.
- أكيد، اسمح لي ان أقرأ لك من اوراقي الحراك السياسي العدني قبل الجبهة القومية.
قرأت لضيفي العزيز ابو عوض الانشطة السياسية بالمختصر كم هو أدناه، و ابتسم في وجهي هذه المرة إبتسامة طيبة تعني قبوله انه يحترم وجهة نظري.
انتهت جلستنا مع الصديق العزيز بو عوض، و أعدنا تسجيل الحديث بيننا، و اخبرته اننا سأكتب في برامج التواصل الاجتماعي عن حكاية لقائنا، فوافق بشرط ان لا اذكر اسمه، و لا انشر صورنا مع بعض، و في اليوم التالي بعثت له هذا الموضوع ليقرأه، فوافق على نشره، و نصحني ان انشره على جزئين لانه موضوع طويل.
الأنشطة السياسية العدنية قبل الثورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعية العدنية
ــــــــــــــــــــــ
تشكلت الجمعية العدنية قيل 1950، و قد كان الأب الروحي لها هو الفقيد محمد علي ابراهيم لقمان المحامي، و هو رائد النهظة في عدن و الجنوب، و كان رئيس الجمعية الفقيد حسن علي بيومي، و الفقيد علي محمد لقمان أمينا عاما لها.
و كان ابناء عدن ملتفين حول هذه الجمعية، و كان من اعضائ هذه الجمعية الكثير من المثقفين و المفكرين ، و من اعضائها البارزين كان هناك من يتبوأ مناصب تشريعيو و حكومية، و اكتسب رجالها الكثير من الخبرات في ادارة الحكم و القضاء.
و كانت صحيفة "فتاة الجزيرة" هي من تعبر عن أفكار هذه الجمعية، اما الصحيفة الرسمية لها فقد كانت "القلم العدني"، و كانت صحيفة يومية للأستاذ علي محمد لقمان.
اما اهدافها فكانت :" إعطاء عدن الحكم الذاتي، ثم إستقلالها كدولة ذات كيان خاص بها".
للأسف الشديد حدث انشقاق بين اقطاب الجمعية العدني، و لكن بقت المبادئ التي نادت به الجمعية بغض النظر عن الاسماء.
الجبهة الوطنية المتحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اثناء الاضرابات العمالية في العام 1954 شعر العمال انه لابد من قيادة سياسية تقودهم، فقامت "الجبهة الوطنية المتحدة"، و برغم ان الحكومة حينها لم تعترف
بها كحزب، لان الجبهة ارادت إفشال انتخابات ديسمبر 1955م الفيدرالي الذي منع أبناء الشمال و المحميات من خوضها باعتبارهم وفق القوانين البريطانية أجانب، الا ان هذه الجبهة اكتسبت شعبية طغت على كل اي حزب، و كادت ان تصل الى الحكم لولا عدم مرونة قادتها السياسيين و تشددهم.
تطور العمل النقابي بعد ذلك بشكل ملحوظ حتى عام 1956م وهو العام الذي أرخ لميلاد الطبقة العاملة في النقابات بانعقاد(مؤتمر عدن للنقابات) ، حيث تـكّـون هذا المؤتمر من عشرين نقابة ، وحتى بعد اندلاع ثورة الجنوب عام 1963م لم تتأثر هذه النقابات بالصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بل استمرت هذه النقابات بمواقفها لمقاومة للاستعمار وبرز فيها رموز نقابية عديدة منها: زين الأهدل -عبد الله الأصنج -مسواط - الزليخي - على جرجرة -عبده خليل –السلفي- عبد القادر أمين -منصور الصراري ـ-سلطان الدوش...!
الحزب الوطني الاتحادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قام الفقيد حسن علي بيومي في سنة 1962بتشكيل حزب جديد بإسم الحزب الوطني الاتحادي، و كان نفسه يرأسه، و تم تعيين الفقيد عبدالرحمن جرجره الأمين العام للحزب، و كان المتحدث الرسمي للحزب الفقيد حسن علي بيومي و كذلك المسؤول عن اعداد كافة الوثائق الإعلامية و السياسية على الصعيدين المحلي و العالمي، و اصدر الفقيد محمد حسن عوبلي صحيفة "العروبة" اليومية و كانت هذه الصحيفة لسان حال الحزب الوطني الاتحادي.
و كان هذا الحزب الى جانب مطالبته بمشروع دمج عدن في اتحاد الجنوب العربي، فقد نادى بوجوب تحقيق وحدة "اليمن الطبيعية".
الحركة النسائية بعدن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأسست الجمعية العربية للنساء برئاسة زوجة المندوب السامي البريطاني وعضوية كل من : رقية على محمد ناصر و سعيدة عمر جرجرة و غيرهن ، ثم تأسست بعد ذلك جمعية المرأة العربية برئاسة رضية إحسان و عضوية صفية لقمان و ليلى جبلي و أخريات, و كانت هذه الجمعية تأخذ البعد السياسي بعملها : ومن رموز الحركة النسائية الجنوبية نذكر أمثلة و ليس للحصر: فطوم يابلي- نور حيدر-لولة باحميش - فوزية جعفر- أنيسة أحمد سالم -أمنة يافعي- أنيسة الصايغ -ثريا منقوش -عايدة يافعي -الشهيدة نجوى مكاوي -نجلاء شمسان - نفيسة منذوق -والشهيدة عيشة كرامة و فتحية باسنيد ,حيث ساهمت المرأة بدور بارز في عملية التحرير.
انتهى اللقاء