يصرخ المغترب عن ارضه، ارض الفُل و الكادي و الحنّون بأنه بعيد عن الوطن، و هذا الوطن معشش بين ضلوع المغتربين، لا تستطيعوا ان تنتزعوه من بين الضلوع، حتى عندما يقتل المغترب الحنين، و تذوب ثلوج قلبه على حدود عدن.
المغترب يا ويلتاه محسود على كل شيء حتى على الدمعة الغافية في حضن عيونه، و لكن الحقيقة مختلفة تماماً عن الواقع المُرّ الذي يعيشه كل مغترب.
كم اتمنى ان يعرف الناس في الوطن كم هو وجع المغتربين و هم بعيدون عن الوطن.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
صدقوني كل مغترب يوم سافر كان مغصوب، و ترك روحه قبل السفر تجول في ربوع الوطن بين الحارات الشعبية القديمة و جدران المنازل و لملم ذكرياته و حملها في حقيبته فوق ظهره و رحل بجسده عن وطن ما يزال يعيش فيه.
كم يتمنى المغترب ان يعرف أهل وطنه كم هو وجعه و هو بعيد عن الوطن.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
هل تعلمون يا أهلنا في الوطن كيف يتألم المغترب، و لا يتكلم؟
ينام على سرير من الشوك و لا يشكوا ...
يبتسم و قلبه يبكي ...
يتعب من أجل لقمة العيش الكريم ...
و لا يقبل الذل على نفسه ...
و قبل كل شيئ يعمل على رفع اسم وطنه عالياً في الغربية.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
يا ابناء الوطن
ما يشبه الموت الا الابتعاد و الإغتراب عن الوطن، يقول احد اهل الوطن ان المغتربين مرتاحين في غربتهم، و اقول له يا ابن وطني، الحياة في الغربة تختلف تماماً عن الحياة في حضن الوطن.
حياة المغترب الإجتماعية التي يعيشها في الوطن يفتقدها في الغربة، حياة الغربة حياة عملية شبه خالية من العلاقات الإجتماعية، مقارنة مع الحياة في الوطن، لأن نظام الحياة و العمل في الغربة يفرض على كل مغترب أن يعتمد على نفسه في بناء مستقبله فنصفه الأول ملك للدولة و نصفه الآخر ملك للعمل و ما تبقى منه ملك له و لعائلته و المحيطين به من حوله.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
حياة المغترب في الغربة مرتبطة منذ اليوم الأول بالبنوك،و فتح حسابا في احدها، و أخذ التسهيلات مثل بطاقات الإئتمان، و القروض الميسرة و غير الميسرة يستفيد منها المغترب خاصة إذا سيساعد احد في الوطن، او التحويلات المالية الى داخل الوطن، و في عمله فأن الدوائر الحكومية تهتم بالمغترب و تشده و تغريه بالبقاء و تمنعه من الرحيل.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
الخلاصة:
ـــــــــــــ
يا ابناء الوطن لا تقسون على المغترب، و تحكمون عليه من نظرة خارجية، لا تزيدون من جروحه، ساعدوه على اوجاع غربته، فالمظاهر هي مجرد غلاف خارجي، أما الباطن فهو المعدن الثمين و الإنسان بمعدنه و ليس بمظهره و تعمقوا بشخصية الإنسان و ليس بشكله عندما تصدروا أحكامكم، فربما تجدون فيه نسخة من ماضيكم يعيش بحاضركم و لكن بفكر راقٍ متحضر يمد يده لكم بالحب و ليس بالمال.
يا ابناء الوطنوا تصالحوا مع إخوانكم المغتربين، فمعهم ستصنعون غدا جميلاً.
كل مغترب مصيره أن يعود لوطنه الأم إما ليحيا تحت سمائه أو ليدفن بترابه الحنون الذي سيحضن ما بقي منه في بلاد المهجر.
#سلموا لي على الوطن ... الذي يخشى كل مغترب ان يموت بعيد عنه
علي محمد جارالله
5 يوليو 2018