لقد تجاوز الظلم والمعاناة التي يتكبدها شعب الجنوب مداهما...وبرغم الظروف المأساوية التي يعيش تحت وطأتها ، الا انه لا يزال صابرا.
ولا ندري هل سيكرر هذا الشعب ملهاة الصبر والصمت مجددا.
ان مصير الاوطان والشعوب لا يمكن ان يقرره فرد او عدة افراد...
في بلدان العالم المحترمة والديمقراطية حقا ، يتطلب الامر لتغيير مادة في الدستور ، يتطلب استفتاء شعبي ، فالحكام فيها يعلمون جيدا حدود صلاحياتهم، وشعوبهم يعلمون حدود حقوقهم.
بينما صمتنا نحن في الجنوب على الغاء دولتنا وعلمها وكرسيها في الامم المتحدة وتسليمها لرئيس عصابة في الشمال تحت مسمى الوحدة، وعندما الغى الاشقاء الوحدة واحتلونا وداسوا بنعالهم على شرفنا وكرامتنا...صحنا -وبكل غباء - واتهمنا علي سالم البيض انه سبب مأساتنا، ولعمري ان السبب كان خوفنا وجهلنا بحقوقنا حتى في القضايا التي تتعلق بمصيرنا ومستقبلنا.
الصمت السائد اليوم مخيف، مرعب ، ينذر بالشؤم ومأساة قادمة.
لذلك على شعب الجنوب ان يستفيد من اخطائة السابقة، فلقد حان موعد خروجه الكبير ، وليكن هذا الخروج ذو عنوانين : -
اولا : تاكيد رفض شعب الجنوب لمشروع الدولة الاتحادية اليمنية .
ثانيا : الاستماع الى تقرير انجاز صادر عن قيادة الانتقالي تتضمن الاجابة على السؤال الكبير : ماذا فعلتم بشأن استقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
الوقت قد ازف للمصارحة والمكاشفة، وعلى ضوء ذلك اتخاذ ما يلزم شعبيا.
لقد سلمنا شهداء الجنوب استقلال بلدنا في ايدينا، فاذا ما ضاع علينا الجنوب مجددا فلا تتهموا لا هادي ولا الزبيدي..حينها على كل فرد في هذا الشعب ان يوجه الاتهام لذاته.