لك الله يا عدن، ايها القلب الحنون

عندما تفرح عدن، يفرح كل ابناء الجنوب و عندما تنتعش عدن، ينتعش كل ابناء الجنوب

محافظة عدن  هي عاصمة الجنوب،  و تطل على خليج عدن و بحر العرب،  و يحدها من الشمال محافظة لحج، و من الشرق محافظة أبين .

 تبلغ مساحة محافظة عدن حوالي (1,114) كيلومتر مربع، تتوزع على ثمان مديريات؛  صيرة و خور مكسر والمعلا والتواهي والشيخ عثمان و المنصورة و  دار سعد والبريقة.

و عدن هي اصغر المحافظات الجنوبية مساحة، و اقلها عدد بالسكان بعد المهرة، و لكن بعد الإستقلال تكدّس في هذه المساحة الصغيرة الكثير الكثير من ابناء المحافظات الأخرى، و لم تمنعهم عدن، بل ابتسمت لهم و احتضنتهم كعادتها من قديم الزمان.

عملوا فيها و تاجروا فيها و درسوا فيها و أحبوها، و هذا لا ينكره انسان.

عدن لديها خاصية غريبة، من يدخلها يحبها و يرغب في البقاء فيها.

جاءها الهنود و الفرس و الباكستانيون و العجم و الاتراك و الافارقة العرب و الاوربيون مثل توني بس، الى جانب اشقائنا من الشمال و من المحميات الشرقية و الغربية ... الخ و احبوها، و رحب بهم اجدادنا و ابائنا العدانية ايما ترحيب، و اعتبروهم اشقاء.

كلهم استفاد منها و افادها القليل.

و لكن انا ازعم انه عندما تزدهر عدن سيزدهر كل الجنوب، كيف؟

عندما تم عمل مصنع الغزل و النسيج بعد الاستقلال في عدن، ازدهرت لحج و ابين و محالجهما، و اذا ازدهرت المصفاة ستزدهر حضرموت و شبوة، و إذا ازدهر ميناء عدن، سيتم ازدهار القطاع الزراعي في المحافظات الزراعية من أجل التصدير عبر ميناء عدن.

ابناء عدن كلهم يحبون ابناء الجنوب، و يعرفون ان فيهم الخير، و فيهم تفاني شعب، و يجب ان يكون هناك تعاون بين المحافظات كلها و عدن لانها العاصمة.

لا يمكن لعدن ان تكون المحافظة التي يتجمع فيها الجميع و يعمل فيها الجميع، و ينضغط فيها الجميع، و تُهمل فيها جميع المحافظات.

 يجب على ابناء المحافظات ان يحبوا محافظاتهم و ينعشوها اقتصاديا، و عدن لن تبخل عليهم بالنصح و النصيحة و المساعدة.

محافظة عدن مساحتها 1,114 كم2، و في 2011 عدد سكانها 731,000 نسمة.

محافظة لحج مساحتها 15,210 كم2، و في 2011 عدد سكانها 875,000 نسمة.

 محافظة ابين مساحتها 21,939 كم2، و في 2011 عدد سكانها 800,000 نسمة.

محافظة شبوة مساحتها 47,728 كم2، و في 2011 عدد سكانها 568,000 نسمة.

حضرموت مساحتها 193,032 كم2، و في 2011 عدد سكانها 2,000,000 نسمة.

محافظة المهرة مساحتها 122,500 كم2، و في 2011 عدد سكانها 120,701 نسمة.

محافظة الضالع مساحتها 4,786 كم2، و في 2011 عدد سكانها 700,000 نسمة.

ماذا نرى الآن في عدن؟

اصبح انقطاع الكهرباء أمر عادي ... مهزلة

اصبحت النظافة معدومة ... مهزلة

اصبحت شوارعها مياه قذرة و مجاري كلها امراض ... مهزلة

اصبح الإنسان يموت امام مكتب البريد انتظارا لراتبه .... مهزلة

اصبح الشخص يقتل شخصا آخرا اذا ما رد عليه السلام ... مهزلة

اصبح السكران يقتل، و امام المسجد يقتل، و الجميع يقتلون ... مهزلة

اصبحت الشرعية، و حكومتها توظف ابنائها و اخوانهم و زوجاتهم ... مهزلة

اصبح كل شخص ينادي بإسم محافظته، و يختلف مع الآخر، و قد يقتله.... مهزلة

و اصبح العدني يقول للجميع هل يمكنكم ان تسمعوني، يخرسوه بالقوة القاهرة .. مهزلة

إذا صرخ العدني و أعلن عن مظلوميته منذ 1967، يقولوا له اخرس أنت مناطقي... مهزلة

كم مهزلة عليا ان اردد حتى تصدقون؟

إختاروا عاصمة أخرى غير عدن لتتخاصموا فيها، و عندما تنتهون و تهدأون، و تتفقون عودوا لنا على العين و الراس.

ستجدوننا قد بنيننا عدن من جديد جميلة، و تاج راسها القانون الذي سيطبق على الجميع، و ابتداء بالمسؤول..

قرأت مرة تعليق للرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد يقول : " ان مدينة عدن تعرضت لعملية اختلال دميوغرافية عقب استقلال الجنوب في 1967 و حتى قيام الوحدة، و  طالب ابو جمال بمنح عدن وضع خاص بها يمكنها من إدارة نفسها ضمن دولة اتحادية او فيدرالية مطالبا بان يتولى أبنائها ادارتها بأنفسهم.

و من جانب آخر دعا القيادي الجنوبي محمد علي أحمد إلى تعيين محافظ جديد لعدن من أبنائها و منح أبناء محافظات الجنوب الأخرى أحقية إمساك الصف الثاني من المسئوليات بعدن .

وجاء ذلك في بيان أصدره محمد علي أحمد  بمناسبة ذكرى إعلان الحرب على الجنوب في 27 ابريل 1994 .

هذان رأيان لقيادات نحترمها، كانت مسؤولة و هي ليست من محافظة عدن، و هم الآن و بكل شفافية يقولون ما يجب ان تكون عليه محافظة عدن و ابنائها، و كل الجنوب و ابنائه.

و من يدعي ان ابناء عدن غادروها و تركوها، اقول لهم ما قاله المحضار و هو ليس عدني:

 يا مسافر ع البلاد

يا مسافر ع البلاد .. بروحي و قلبي

سير و اتركني هنا .. بآلام حبي

كل احبابي هناك و اهلي و صحبي

يذكروني فانني على ذكرهم دوب

حين سافرت .. سافرت مغصوب

سافرت مغصوب

تحياتي

علي محمد جارالله