الخبجي و هاني بن بريك و المنطق

2018-06-01 22:22

 

قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك في تغريدة له على حسابه بتويتر يقول فيها انه من أجل إقامة دولة الجنوب و الاستقلال الكامل سنبذل كل غالٍ و نفيس على كل الأصعدة ؛ حتى لايتسلط علينا أحد كائن من كان، و استمر بالتهديد قائلا : و من عنده غير هذا الكلام من الجنوبيين فهو جنوبي لايحمل القضية الجنوبية، ثم صرخ محذرا : ان  مشروع الستة أقاليم أو إقليمين في دولة وحدة مع اليمن أمر مرفوض، فإما استقلال الجنوب او الجبهات حسب تعبيره.

الى هنا انتهى هذيان الشيخ هاني بن بريك.

...

و في مكان آخر قال الدكتور ناصر الخُبّجي رئيس لجنة الحوار و التفاوض و عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عن لقاءات ابوظبي: " ان اللقاءات مثمرة، و تم التوافق فيها على كثير من النقاط و الخطوط العريضة، و لا تزال مستمرة و سوف تفضي إلى خطة عمل واسع، و اضاف : انها لقاءات إيجابية جدا و تكاد تكون لأول مرة تحدث، اذ سادتها الألفة و الشفافية، و حققت التقارب بين القيادات التي تباينت كثيرا و اختلفت في وجهات النظر، نتيجة القطيعة و عدم التواصل، و لكنها اليوم بالتقارب و اللقاء ذابت التباينات و تم ردم الفجوة، استشعارا من الجميع بالمسؤولية الوطنية و التاريخية و التصدي للمخاطر الجمة المحدقة بالجنوب و مصيره و تضحيات شعبه و مستقبلهم.

انتهى الكلام العقلاني للخُبّجي

...

قارن بين الكلامين، الأول للشيخ هاني الذي يقول كلام شعبوي ثورجي، صادم يعبر عن تفكير فوقي على الجميع، و كأنه فرعون عندما قال أنا ربكم الأعلى، أي لا رب لكم فوقي، و كلام الدكتور الخبجي المتزن الذي قال " ان هذه اللقاءات حققت التقارب بين القيادات التي تباينت كثيرا و اختلفت في وجهات النظر، نتيجة القطيعة و عدم التواصل".

بالله عليكم مَن مِن القولين نتقبله، و نحترمه، و نضعه أساساً لتجمعنا و تآزرنا و تقاربنا كجنوبيين.

انني انصح هاني بن بريك ان الغرور الذي يركبك الآن، و تعتقد بوجود مجموعة من المسلحين سيحموك و يحموا غرورك فأنت واهم، فالغرور أودى بعفاش الى نهاية بشعة رغم تملكه لأقوى الجيوش في العالم الثالث، و الغرور أذل و كسر عبدالملك الحوثي ايما ذل، و أصبح يتنقل من كهف إلى آخر في جبال مران، و نفسه الغرور الذي اذل اقوى الرجال في اليمن علي محسن الأحمر، و جعله يهرب من اليمن متنكرا بلباس سيدة مدعيا انه حرم سعادة السفير.

 

يا هاني بن بريك كل ابناء الجنوب جنوبيون وطنيون شئت ام ابيت من قبل ان تلدك امك، و كلهم أحرار من قبل ان تتنفس النفس الأول بعد ولادتك، و كلهم رجال يعرفون ماذا يريدون لجنوبهم، و لن ينتظروا شاباً ارعناً مغروراً يعتقد انه سيُسيّرهم الى الخلاص.

تتحدث عن إقامة دولة الجنوب و الاستقلال الكامل يا هاني؟ مِمَن تريد الاستقلال الكامل، و هل انت محتلٌ الآن؟ و لماذا المزايدة؟

اليس انت الآن تحت اشراف التحالف ؟

هل تقصد انك تريد الاستقلال من التحالف؟

يا هاني بن بريك ليس انت من سيحدد للجنوبي ماذا يريد، انت ساعدتك الظروف ان تبرز في الساحة و تصرخ، و يمكن لنفس الظروف ان تلجمك و تخرسك من الصراخ الفارغ.

يا هاني بن بريك للجنوبيين تاريخ، ابتدأ من زغاطيط عدن، و جبال ردفان في إشعال الثورة و الاستقلال من الاستعمار البريطاني، و رجال استشهدوا، و امتدت قافلة الشهداء حتى اليوم .

يا هاني بن بريك قد اتفق معك عن رفض الجنوبيون للأقاليم الستة لانها تقسم جنوبنا، و لكني لا اتفق معك عن رفضك الفيدرالية من اقليمين يكون احدهما جنوبي كما في 1990 و لفترة مزمنة، و رفضك لهذا الخيار، لا يعني الا انك تفتقر للحنكة السياسية.

يا هاني بن بريك ان تهدد شعب الجنوب بمحاربته اذا لم يقبلوا برأيك، فأنصحك ان تهدأ و تعتذر لشعب الجنوب، لان من يهدد شعبه ما هو الا  طائش و مجنون.

 

الخلاصه

ما يزعجني ان الإخوة في الانتقالي لا يحددون من في قيادتهم يتحدث، و ماذا يجب ان يقول، و هم يعرفون ان المتحدثون من قيادتهم يجب ان يعكسوا وجهة نظر المجلس، و لكن عندما نقرأ كلام الخبجي، و نقارنه بجنون هاني بن بريك، فنستغرب ان قيادة الانتقالي تصمت، و صدقوني ان هذا الصمت خطير جدا على مصداقيتكم.

 

انه من غیر اللائق ان تصدر مثل ھذه التصریحات الاستفزازیة عن السید هاني بن بريك، و المفترض فیة و ھو نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ان یكون مثالا للدبلوماسي المحنك، و لكننا بدلا من ذلك نراه یھدد شعبه.

اتمنى ان نسمع شيئا من الانتقالي قريبا.....  

 

و آخر دعواي

ولدي هاني، انني انهاك محبة فيك عن الخيلاء و التكبر و أن لا تتهكم كالمختال المتكبر، لأنك لن تنال بكبرك و بطرك شيئاً. فيا ولدي إنك لن تنقب الأرض إن مشيت على عقبيك، و لن تبلغ الجبال طولاً إن مشيت على صدور قدميك، فقد حذرنا رب العباد  في سورة الإسراء بقوله: "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ و َلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً" .

 

علي محمد جارالله

1 يونيو 2018