زفت لنا الاخبار خلال الاسبوع ماكنا نتمنى حدوثه منذ2008م بلقاءات مكثفة في امارات الخير للقيادات الجنوبية وذلك شيئا رائعا وجيدا وبدون شك كل تلك القيادات تمتلك خبرات وتجارب كبيرة من النجاح والاخفاق وتلك من سنن الحياة ومن طبيعة البشر لقول نبينا العربي الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم كلكم خطائين وخير الخطائين التوابون..
فمن يعترف بالخطأ فقد فاز بالخيرية وبالتأكيد سيتجنب الخطأ في مسار العمل الوطني الجنوبي اليوم كما ان شعب الجنوب قد اتخذ قرارا من جمعية ردفان الخيرية بعدن في 13 يناير2006 ملزما لحصوله على تأييد الاغلبية العظمى في احتفالات جماهيرية بهيجة جرت في كل محافظات الجنوب العربي المحتل ..
إن من الاخطاء القاتلة اغتصاب هوية شعب الجنوب العربي التي اعترفت بها الامم المتحدة منذ عام1959م وفي قرار استقلال الجنوب العربي ووحدته الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة في 11 ديسمبر 1963م المعطوف على قرارات وتوصيات اللجنة الرابعة ولجنة تقصي الحقائق المنبثقة عنها حول الاوضاع في الجنوب .. والخطأ القاتل الاخر هو توقيع اتفاقيات وحدوية مع العربية اليمنية في عام1972 وضعت الاساس لتسميات جديدة لم تستخدم قبل تلك الاتفاقيات لجنوب اليمن منها الشطري الجنوبي من الوطن اليمني والثورة الام والثورة البنت وتتابعت الاخطاء بالاتفاقيات والبيانات وحتى انجاز الدستور عام1982 لتعزيز هذا التوجه دون اخذ اذن شعب الجنوب وقياداته من خارج التنظيم السياسي الحاكم فهم ايضا معنيين بمثل هذه الامور .
وتواصلت الاخطاء حتى تم الوصول الى اعلان وحدة الشطرين في مابو1990م باغتصاب اضافي لحق شعب الجنوب واجياله المتعاقبة ..
لا اريد ان انكش المواجع ولا اقصد المحاسبة او حتى المفاخرة وانما اقصد ان يحصل من اخطئوا على الخيرية التي اوضحها الحديث النبوي الشريف ووضع التجارب التي مرت في الجنوب ومرت بالقيادات الجنوبية منذ 1967 وحتى اللحظة من 2018 حاضرة للعبرة في المسار النضالي الجديد وذلك مايستوجب على الجميع ان يتنازلوا لشعبهم الجنوبي من اجل الجنوب ومن اجل مستقبل الاجيال المتعاقبة صاحبة الحق الحصري في ارضها صحراء وجبل وبحر وجزر وسماء .
فكل القيادات الجنوبية تعرف جيدا التكاليف الباهضة التي دفعها شعب الجنوب منذ احتلال بلاده في 7/7/94م من قبل كل القوى اليمنية في العربية اليمنية - راجع مذكرات الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر- والغاء كافة الاتفاقيات الوحدوية بمافيها وثيقة العهد والاتفاق لبناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة بالاقاليم الاربعة او السبعة - مخاليف-الموقعة في الاردن بتاريخ 21فبراير1994م
ان اي حل لايلبي مطالب شعب الجنوب العربي في استعادة وطنه وسيادته واستقلاله وهويته لن يحقق الامن والاستقرار في العربية اليمنية وفي الجنوب العربي وفي المنطقة برمتها وانما يحقق مكاسب شخصية هنا او هناك لقيادات فانية مهما طال بها العمر فلن يصل الى عمر الشعوب وليس اكثر مما قد مضى من اعمارها ولن يرحم التاريخ اليوم من يمارسون الغواية والتمسك بتلك لاخطاء القاتلة جنوبيين او شماليين فهل نقول كفاية تجارب لم تنتج غير هذا الواقع المؤلم يمنيا وجنوبيا واقليميا وعربيا ودوليا ونغادر مربع الازمات الى فضاءات رحبة من التعاون الاخوي بين الشعبين الشقيقين المنهكين منذ نصف قرن تجارب فاشلة يتم اعادة انتاجها بعد كل حرب .. ؟..
كل عام والجميع بخير ومبارك الشهرالكريم
الباحث/ علي محمد السليماني
16 مايو2018