تظل الحروب مرهونه باهدافها المعلنة حتى وان تأخر تحقيق تلك الأهداف أو أن يتم لاحقا تعديل تلك الاهداف بخطط تستهدف تحقيق النصر بطرق واهداف وادوات اخرى .. وبدون شك هزيمة المشروع الايراني في المنطقة عام2015م يعود الفضل فيه لصمود شعب الجنوب العربي ومقاومته الوطنية الجنوبية الاصيلة وحراكه الوطني الجنوبي وهو الحراك الذي ظل يتصدى لكل المشاريع التوسعية والتمزيقية التي تستهدف دول وشعوب الجزيرة والخليج والمنطقة العربية رغم شحة الامكانات وتخاذل الاشقاء العرب امام تهديدات زعماء الدويلات القبلية والعسكرية والطائفية في العربية اليمنية لهم منذ عام2004م..
إن دخول الحرب عامها الرابع وظهور الحوثي بقوة اكبر مما كانت معه قبلها يؤكد ان دول التحالف العربي وقعت ضحية لنفس المشروع المهزوم من خلال الدور الخطير الذي لعبته وتلعبه الشرعية وحزبها التكفيري الاخونجي وجنرالها الرجل القوي الذي يحرك خيوط اللعبة في الاتجاه الذي يرغبه بمساندة القوى "الخفية" وعبر ادوات جنوبية يستخدمها كواجهة لتمرير مخططاته المتعددة ومنها مخطط تمزيق الجنوب العربي بمشاركة قيادات جنوبية بعضها قابع في الخارج..
ولا يبدو ان دول التحالف التي وقعت ضحية لاطراف توزعت الادوار عليها رغم انها -اي- تلك الاطراف اليمنية تعد وجهين لعملة واحده عنوانها العداء للعروبة والاسلام تحت عنوان الوحدة اليمنية والاقاليم ولتحقيق هدف ابقاء الجنوب تحت الاحتلال لجأت تلك الاطراف اليمنية الى التحالفات المتعددة فهي مع تحالف معين وايضا مع نقيضه وذلك مايحدث ويلمسه المراقب بسهوله في تحركات القاعدة وداعش والشرعية والحوثيه نفسها وبالقطع مثل تلك الحيل لايتقبلها المنتصر ولاتمرر غير على طرف يشعر بمرارة الهزيمة وخسارة الهيبة الدولية امام ميليشيات محدودة الامكانات وتحت هذا الشعور يعيش شعب الجنوب في تصادم مرير مع طموحه القومي وحقه المشروع والشرعي في استعادة استقلاله وسيادته وبناء دولته المستقله على خط حدوده الدولية وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية لبناء دولته الفيدرالية العربية الجنوبية والتي يعرف الجميع انها الضمانة الوحيدة لتحقيق امن واستقرار المنطقة وحفظ وصون الامن والسلم الدوليين وان ابقاء الجنوب تحت الاحتلال اليمني هو انتصار لاحلام لامبراطورية قورش وغيرها من الاطماع التوسعية وبالقطع لن يكون الجنوب العربي اخر بلد ودولة يتم شطبهما من الخارطة الدولية وذلك ما جعل شعب الجنوب وقواه الوطنية الجنوبية متمسكا ببناء دولته المستقلة والحفاظ على تحالفه مع اشقائه العرب مع الاخذ في الاعتبار ان الصبر لاجاوز حدوده قتل وان محور الصراع والتنافس على الجنوب .
الباحث/ علي محمد السليماني
27 ابريل2018