لا شك ان إحاطة المبعوث الدولي السيد مارتن غريفيثس استندت الى الوقع السياسي والعسكري على الأرض.
فالسلام لن يكون بإقصاء الاخرين واستخدام القوة ضدهم وقتلهم وتهجيرهم "كما يفعل الحوثي"، ولن يأتي السلام بطمس هوية الاخرين وسلب حقوقهم السياسية وفرض المشاريع السياسية عليهم "كما تفعل حكومة الشرعية" ولن يصلنا السلام من خلال التعبئة الفكرية المتطرفة والإرهاب "كما يفعل الاصلاح".
عملية السلام اليوم تحتاج الى خارطة طريق سياسية جديدة كما هو واضح من خلال احاطة الصديق مارتن غريفيثس. فالحرب انتجت واقعاً مغايراً، وحالة مختلفة ووضع جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويجب التعامل مع ذلك الواقع للوصول الى السلام.
إذاً، لا شروط مسبقة ولا اشتراطات "قاصرة" .. ومن طرد الحوثيين سيكون قادرا على رفض المشاريع الحزبية الفاشلة وسيذهب الى عدن ليقول "لا" ولن يذهب الى ايران. وتخيير الناس بين الأقاليم الستة او الذهاب الى ايران (انتهى). ايران اليوم موجودة بصرواح وتعز وصعدة والجوف وصنعاء ... وبدلاً من تهديد الناس يجب محاربة ايران هناك.
الاطراف السياسية يجب ان تتفاوض، تتفاوض من اجل السلام .. تتفاوض من أجل الحل، من اجل الحقوق السياسية "بدون ان يكون اي احد وصيّاً على الآخر".
السيد مارتن قال "لا سلام بدون الاستماع لصوت الجنوبيين واشراكهم في الحل" اشراكهم وليس تفصيل مشاركين منهم كما حدث في الحوار الوطني الذي فشل وانتهى، وقال ايضاً ان منعه من زيارة الجنوب لن يكون مقبولاً في الأيام القادمة. وقال ان الصواريخ التي يطلقها الحوثيين تعتبر عائقاً امام عملية السلام، لذلك اعتقد انا ان هذه الأسلحة يجب ان لا تكون بيد الحوثي "وبأي وسيلة".
الشرعية اختارت لنفسها ان تكون "مكوّن" .. وهذا مستقبلها مبدأياً وما يليق بها، والرهان على جماعة الاخوان رهان خاسر "دائماً".
المهم ان الخطوات الواقعية والمحسوبة -حتى وان كانت قليلة- تكون نتائجها واقعية ومعروفة.وبكل تأكيد فإن المجلس الإنتقالي الجنوبي يعي كل ما يفعل، وسيستمر بخطوات ثابته ومدروسة لا تحتاج غير دعمنا ووقوفنا ومساندتنا. الجنوب له قضيته العادلة وله قراره وحق تقرير مصيره.
محمد الغيثي
الثلاثاء 17 ابريل، 2018