شهداء مجزرة رأس عباس.. في ذكرى استشهادهم الثانية

2018-02-19 04:58

 

تسارعت الاحداث، وتغيرت مسارات عدد من القضايا في اتجاهات مختلفة خلال العامين المنصرمين.. فرأينا انبلاج المجلس الانتقالي الجنوبي من رحم المعاناة باعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 بعد أن اقال الرئيس هادي اللواء عيدروس الزُبيدي من منصب محافظ عدن، لتتوالى خطوات الانتقالي التي يبدو أنها بُنيت على أساس متين، فاعلن جمعيته العمومية بعدن ودشنها في عموم المحافظات الجنوبية ليصل به الأمر الى إن يُقارع الحكومة المعترف بها دوليًا.

لم يكنْ أحد يتوقع بأن نصل لهذه المرحلة المهمة نحو استعادة الدولة الجنوبية التي راح في سبيلها الاف الشهداء وسقط ضعفهم من الجرحى، ولم نكن لنصل الى هذه المرحلة لولا دماء شهدائنا الابرار الذين وهبوا ارواحهم رخيصة في سبيل الوطن، فخرجوا دفاعًا عن ارضهم وعرضهم وشرفهم دون إدراك عواقب خروجهم؛ لانهم خرجوا وهمهم الوحيد كيف يحافظون على كرامة وطنهم.. وهو ما تجلى بالانتصار العظيم الذي تحقق عام 2015 بطرد الحوثيين من عدن وباقي المحافظات الجنوبية. فمهما مرت السنوات وتوالت الاحداث يبقى أثر الشهداء راسخًا، عالقًا في القلوب والأذهان؛ فللشهداء مكانتهم العظيمة التي لن يزاحمهم فيها احد.

واليوم.. نعيش ذكرى استشهاد ابنائنا وأخواننا، وهي ذكرى بلا شك حزينة على كل الجنوبيين- وخصوصًا أسر من فقدوا ابناءهم في هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في الجنوب- وهي تمثل علامة سوداء في تاريخ الإنسانية والبشرية كلها.

انها الذكرى الثانية لمجزرة "رأس عباس" التي راح ضحيتها قرابة الـ14 شابًا وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين، في تفجير انتحاري لنفسه ظهيرة 17 فبراير 2016 أمام بوابة معسكر "رأس عباس" في مديرية البريقة بالعاصمة عدن، حيث لم يكنْ ذنبهم إلا انهم ارادوا الانضمام لصفوف الجيش ليقاتلوا كل معتد يحاول المساس بأمن الوطن، وبعضهم كان قد أنضم للجيش مسبقًا، ولكن القدر كان ينتظرهم ليخطفهم في ذلك اليوم الأليم لجميع الجنوبيين.

واليوم نعيش الذكرى الثانية لاستشهادهم.. فرحم الله كل الشهداء، واسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء.. واعزي نفسي وكل أسر الشهداء التي فقدت أبناءها في هذه المجزرة وغيرها من المجازر.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

#علاء_عادل_حنش