نحن على دراية كاملة أن التحالف قادر على قلب موازين الأمور بما يشاء وكيفما يشاء، لأنه المسئول دوليا عن المناطق المحررة، ولا يعول على بعض القيادات الذين ليست لهم دراية بالسياسة وميزانها، لأنهم قليلو الخبرة باستراتيجية وأهداف أي تحول سياسي قد يطرأ على الأرض، وهو اغتيال الرئيس السابق صالح، والقبول بطارق عفاش الذي يتطلب من التحالف الاستفادة منه.
ويقفون معارضين لهذا التحول، ظناً منهم بأنه يقف ضد الشرعية، وهي بالأصح مكيدة سياسية، الهدف منها الاستفراد بالسلطة من قبل حزب معين وعدم القبول بأية قوة أخرى تتشكل الآن، وتناسوا أن الشرعية هي من طلبت منهم مساعدتها للتخلص من الحوثيين. فكيف يكون التحالف الذي يقف ويحارب معهم بأنه يخالف الشرعية وأهدافها؟!
إن التحالف في استراجيته السياسية متطلبات أساسية فرضه الواقع الجديد يهم التحالف والشرعية ويهدف بالأساس للقضاء على الحوثيين لعودة الشرعية للبلاد من خلال دعم طارق عفاش ومنتسبي الحرس الجمهوري والأمن المركزي. ومستقبلاً يخلق توازنا سياسيا للقوة بعدم استئثار أي طرف للسلطة، ويحد من تسلط أي قوة على الأرض، وإنما بالشراكة مع الكل.
لهذا أطالب الحكومة في عدن بعدم الانجرار وراء من يخلقون صراعا ومناكفات سياسية لخدمة أجندة حزبية لا أنتم مستفيدون شيئا ولا المواطن سيستفيد أي شيء غير أزمات في شتاء أصبح حاراً بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور العملة والفقر والمرض والفساد.
هل عملت الحكومة خططا وتقييما للعام الجديد؟ أم انشغلت بطارق والمجلس الانتقالي؟ هل رسمت سياسة للتغلب على المشاكل والصعوبات التي واجهتها العام الفائت لإعادة الخدمات وخاصة الكهرباء؟ أم إن ما عملته الحكومة هو عمل ترقيعي سنواجه مشاكله الصيف القادم؟!
ولم تتجه الحكومة بمد يدها للتحالف في سبيل تقديم الخدمات وتعمير البلاد بعد تدميرها من الحرب، وخلق بيئة مناسبة تستطيع من خلالها حل كثير من الأمور وترك أي أمور سياسية، لأنها لا تعنيها، وإنما مهمتك يا حكومة تقديم الخدمات وإصلاح الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد، وليس خلق أزمات المتضرر منها الشعب، وخصوصا أننا قادمون على صيف نار لم تقدم الحكومة أي حلول في هذا الشتاء الحار الذي فجرته الأزمات والصراع السياسي لصيف نار سيقلب الشعب شعلته على الكل. وبدلا من أن تنشغلوا بالسياسة والأزمات هناك شعب صابر ولصبره حدود، كرسوا أموالكم وإعلامكم وجهودكم للخدمات ومحاربة الفساد، مدوا أيديكم للتحالف، للتغلب على المشاكل والصعوبات من الكهرباء ومياه ومشتقات نفطية، واتركوا الأزمات والسياسة للتحالف، فهم أدرى منكم.
*- بقلم : عفان عبدالله