حينما يرسل السفير البريطاني، عبر الإعلام، برسالة يدعو فيها المجلس الانتقالي إلى فتح أبواب الحوار مع المعارضين واستقطابهم، فهذا يعني أنك تمثل خيارًا رائجاً للمجتمع الدولي.
فالعالم يراقب تحركاتك، ويحاول أن يدلك على الطريق الأمثل الذي يمكنك بعده أن تخاطبه فيه بالشكل الأمثل، كونك اتبعت قاعدة التجميع لا التفريق، وضمنت بالحد الأدنى نوعًا من التوافق.
حينما لا نرى الحوارات مع الآخرين واقعًا مجسدًا، ونشاهد الاستمرار في إعلان الهياكل والتنظيم، فهذا يعني أننا نشق الطريق إلى الأمام دون الالتفات نحو المعارضين واستيعابهم.. أي أننا لا نسلك الطريق الصائب الذي يمكّن العالم من التعامل معنا لاحقًا، وبالتالي لن نصل إلى الهدف.
كيف سنجري تلك الحوارات بعد استكمال التنظيم؟ وأين سنضع المختلفين معنا بعد التفاهم، وقد أشبعنا هيكلنا التنظيمي بالكامل؟!
الاستمرار في هذا الوضع دون التريث لا يعني لنا سوى الانهيار، عاجلًا أم آجلًا.. فلهذا وجب التذكير. ولكن لمن التذكير ولا أحد يسمع؟!
كل خوفي من ذلك العيب الذي استوطن في العقلية الجنوبية، كل خوفي من الصمم وقت النشوة التي لا تمكن صاحبها من تقدير الواقع إلا في وقت النكبة، لا قدر الله.
تواضعوا قليلًا، ولا يغرنكم الالتفاف الشعبي والإمساك بالأرض، فأنتم تخسرون الكثير وتصنعون معارضين جددا، كنتاج طبيعي لهذا الصمم، ومضيكم قدمًا دون التواضع لهم، لكسبهم معكم.
*- أحمد هاشم السيد .. الأيام