الأنسنة (من إنسانية) غير السياسة : لكن نحن اليمنيين لا نفرق بين الأمرين، وهذا دليل قلة عقولنا، فهؤلاء الذين يتقاطرون الى مارب ومعاشيق في عدن، على انهم مؤتمريين مطاردين مستهدفين " تلاحقهم طيران الأباتشي تبع الحوثة انصار الله" هم في الحقيقة نازحين، من حقهم ان يتم استقبالهم ووضعهم في مخيمات إيواء ( صغيرهم وكبيرهم )
أما أن يتحولوا إلى أبطال مغاوير، يستقبلهم كبار المسؤولين في ( الشرعية ) وتوجه وسائط الإعلام لإجراء مقابلات معهم، ومش عارف ايش بعد، فإنه من السفه وخفة العقول وعدم القدرة على التمييز و التعامل الحصيف مع المستجدات، في إطارها الحقيقي،
هؤلاء ( الابطال ) نوعان : اما محاسيب ضمن جوقة الراحل صالح عفاش، اتيحت لهم الفرص تلو الفرص، وجمعوا من الاموال والممتلكات ما يكفيهم ومن يليهم الى سابع خلفة، او انهم بسطاء نجحوا في تلميع انفسهم اعلاميا، بينما هم في واقع الحال، لا يقدمون ولا يؤخرون،
فماذا ممكن ان يضف هؤلاء، والذين سبقوهم من ( الهاربين ) لجانب الشرعية، ما هي القيمة المضافة، ما هي أوجه الاستفادة، ماذا يمثل هؤلاء..
بعبارة أخرى اقول أنه من السذاجة الفجة أن نتجاهل حقيقة ان هؤلاء كانوا مستفيدين من الأزمات والحروب، ثم اذا وقعوا في شر اعمالهم، غيروا شرائحهم، لتستمر ادوارهم الباهتة، الخالية من المضمون، والتي لا تعود بالفائدة الا على اشخاصهم وقرابتهم واحسابهم وانسابهم،
لقد كان صالح يتبع نفس الاسلوب، يؤوي اليه ضحايا الازمات والنكبات، ولكن ضمن هدف واضح، وهو اعدادهم لمرحلة قادمة في معادلة الصراع والتنافس القاتل، الذي اتسم به حكمه،،،،،،
فمثلا استقبل الزمرة، ضحايا نكبة 1986 في عدن، وفي مقدمتهم على ناصر وعبدربه، ليزج بهم في حرب انتقامية ماحقة عام 1994 م في حربه على الجنوب بقيادة على سالم البيض، فانتصر بهم، لأنهم حاربوا انتقاما وثأرا، وليس للمحافظة على الوحدة، كما روج إعلام عفاش.
أما ما يحدث الآن من استقبال واعادة ترتيب أوضاع المحسوبين على المؤتمر، فإنها عملية هوشلية لا رؤية لها ولا ضوابط، تماما كما هو حال بقية أمور حكومة المنفى، حربا وسلما، وهكذا يظل المتسببون في الأزمات والحروب والفساد، هم أولئك القلة المنتفعة والمتمصلحة في كل الأحوال،
ولا حول ولا قوة بالله..
لذلك اقول بكل اسف، أيها الشعب المساكين،
باين عليها مطولة...!
د. عبدالحميد ملهي