لا أنكر اعجابي بكتابات الغفوري، ليس بسبب عمق أطروحاته وتحليلاته، بل بسبب اسلوبه الشيق، ومنهجه العصري في الكتابة، بحيث يستند على ارشيف متحرك من المعلومات والوقائع والتواريخ، بعكس غالبية الكتاب اليمنيين والعرب.. ولكن بكل تأكيد فإن هذا كله لا يؤهله للخوض في شخصية الهامة السامقة، يس سعيد نعمان.
فأين الثرى من الثريا، لقد ركب الغفوري مركبا صعبا، في تناوله
[ بالتحليل ] لشخصية نعمان، ولعل غروره المنفلت هو الذي ورطه للتسافل الى هذه الوهدة الآسنة، إذ خيـِّل له انه قد صار عملاقا، يزاحم العمالقة، بينما هو في الحقيقة منفوخا بعنصر الهليوم، ليس الا ّ.
لقد كنت ُ دائما كلما أقرأ مقالات الغفوري، اتمنى أن لو كان يكتب القصص والروايات، لانها متلائمة مع اسلوبه وملكته، وان يترك السياسة لأهلها، لانه بدون ممارسة فنون السياسة في الميدان، على الواقع، لا يتأهل اي شخص لفهم وقراءة المشاهد والخرائط السياسية، وانما يتوهم ذلك توهما، خصوصا اذا كان يكتب لمجتمع متخلف ومتكلس كـ الشعب اليمني.
انني كواحد من المعجبين بكتابات الغفوري، اقول له ليس من حقك ان تصف هامة متطاولة في عنان السماء بالاحمق، كما انه من حقنا عليك ان لا تجعلنا نراك وانت تتسافل الى درجة السخافة والنذالة.
لك خالص مودتي د. ط. مروان غفوري.
عبدالحميد ملهي