مصير علي صالح الإلاهي... و لعنة الجنوب الأزلية

2017-12-06 13:15

 

لم يكن احد يعلم بما قد تخبئه الأيام وينتظره القدر الإلاهي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح طاغية اليمن وأن مصيره مشابه لمصير المقبور معمر القذافي طاغية ليبيا.. ولَم يكن أحد يتوقع أن يقع علي صالح في شر أعماله، ويصبح فريسة سهلة في يد الحوثيين البغاة في يوم من الأيام .. الراقص على رؤوس الثعابين لمدة ٣٣ عاماً والجالس على عرش اليمن لدغته افعاً حوثيةً همجيةٍ سامة ..تظهر مدى حقدهم على من خالفهم بالدِّين أو السياسة..

 

ولم ينفعه جامع الصالح الذي شيّده ليمنع من الصلاة عليه فيه ولَم تنفعه المليارات التي حازها من ثروات الشعب..وكدسها لأكثر من ثلاثة عقود سرقةً ونهباً..ولَم تنفعه كثرت سفك الدماء واغتيال الكوادر والمؤهلات وإسكات صوت الحرية في الجنوب العربي لمدة تزيد عن ٢٣ عاماً حتى موته وهلاكه وهو متمسك بشعار الوحدة أو الموت فلم يكن الا الموت مصيره ..

 

دماء الشهيد هي من كانت تعلم موقنةً ان لكل ظالم نهاية وان الله يمهل ولا يهمل وان على الباغي تدور الدوائرُ..ودعاء كل أم شهيد كانت سهاماً من غير أقواس ورصاصاً من غير باروت وناراً من غير دخان ..وإذا كان نوم الظالم عبادة فموته رحمةٌ من الله لعباده المظلومين ..

 

رجل جمع بين المتناقضات ولَم يثبت على مبدأ واحد غير مبدأ الحفاظ على السلطة والحكم ولو على حساب دماء الناس شمالاً وجنوباً من غير مبالاة ولا مراعاة للانسانية غير تعزيز عرف القوي على الضعيف.. ومن هنا كانت بداية النهاية الحقيقية التي لم يستوعبها الظلمة امثاله في تالي المطاف بمقتله ..

 

كان يا ما كان بالإمكان ان يستغل منعطفات تاريخية ضخمة لصالح اليمن ولصالح الشعب اليمني شماله وجنوبه بداية بالوحده اليمنية التي غدر بها وبالشعب الجنوبي قيادة وشعبا ثم بتمكن الامر له عامة وترقيتة اللصوص والفاسدين والبعد عن الصالحين ورجال العلم والكفاءات والخبرات واهل الامانة ثم كبت الحريات والحقوق  وحتى عدم الاعتراف بمظلمة قضية الجنوب التي أصبحت لعنةً على كل من خذلها أو باع واشترى فيها كائناً من كان ..

 

وبغض النظر عن كون الرئيس المخلوع مات بطلاً شهيداً بنظر اتباعه او مجرماً وظالماً بعين خصومه وأعداءه إنما فليعلم ويوقن كل ظالم ان نهايته وخيمة وان الله له بالمرصاد .. وانه لا يضيع حق وراءه مطالب مهما طال الزمن او قصر ومهما ظن الظالم انه يحسن صنعاً ومكرا

 

وليس بكلامي هذا اعني انني أميل الى الحوثيين أو أقف معهم معاذ الله فالكل قد علم بغيهم وغدرهم ونقضهم العهود ومناقضتهم لدين الله وتحريفهم لكتاب الله وسنة نبيه ولكن هذه حكمة الاله .. يضرب الظالم بالظالم ..

 

وأننا على يقين بالله ان نهايتهم باْذن الله ستكون مشابهة لنهاية علي صالح ونهاية كل ظالم من اَي حزب كان سواء من الإصلاح أو الاشتراكي أو الموتمر ان لم يركنوا أهواءهم جانباً ويعترفوا بالحقوق والواجبات الانسانية التي اصبح يعترف بها العالم بكامله وعلى رأسها قضية الجنوب واستقلاله..

 

ان الجنوب اصبح لعنةً أزليةً على كل من لم يعترف بحقه

وان لعنة دماء شهداء الجنوب ستصيب كل طاغي باْذن الله وناهب لحقوق الجنوبيين بغض النظر عن موقعه ..

فليحذر كل ظالم سواء كان كبيراً أم صغيراً بأن لعنة الله ستصيبه ان لم ينصر الحق بالجنوب ويخذل الباطل واهله .. وهاقد اصابت كل من ظلم الجنوبيين الى الْيَوْمَ لعنة ظلمهم الجنوب

 

وأجدها أيضا فرصة في هذا الحدث التاريخي الْيَوْمَ لتحذير كل قيادات الجنوب أيضاً ان لا يركنوا للظالمين أنفسهم فالركون للظلمة مصيره الهلاك .. وان لا يكونوا في حال يشابه حال من ظلمهم فيقعوا بالمهالك وينتزعوا حقوق وحريات الآخرين لكيلا يأتي زمن ينزع الله ما آتاهم من مهابة وعزة وكرامة .. ويحافظوا على وحدة الصف الجنوبي في شراكة مؤسسية وطنية حقيقية ليس شكلية وصادقة مبنية على أسس العدل والقانون ..وان يغتنموا هذه الفرصة في ترتيب أنفسهم وبناء مؤسساتهم بعيداً عن الانانية النأي بالنفس والانفراد مع محاولة الوصول للتمكن من الاكتفاء الذاتي الجنوبي الذي لن يكون الا بتكاتف كل أبناء الجنوب بناءً وعملاً وعلماً .

 

أكرم القعيطي