يعرفهم الناس أفراد مليشيات ..ويسمون أنفسهم دولة ..جاءوا من سنحان ورازح، يريدون الغزو.. وكانوا قد طُردوا ولُعنوا في المرة السابقة.. الوحدويون الأقحاح، تسلقوا الجبال بعد أن أقبلوا غيلة من وراءها.. عبروا مناطق الشمال بأمان، ولما وصلوا التباب ورؤوس الجبال على حدود الجنوب رشقوا قرى ومناطق وادي شعب وطورالباحة بمختلف أنواع الأسلحة!
قصفوا، لكن ما أصابوا هدفاً عسكرياً.. استماتوا، لكن ماحققوا نصراً في ميدان المواجهة.. غير أن الأهالي في وادي شعب والجوازعة سمعوا الحوثيين (يزعقون) بالصرخة من رأس الجبل !!
بسم الله.. هذا صاروخ لا يخطئ هدفه.. سدده مناضل من المقاومة الجنوبية نحو قمة جبل الركيزة.. وفي لحظة تاريخية فارقة اشتعلت قمة الركيزة!
صباح النور يا تعز.. لم يرُق لصحيفة رائدة في الجنوب اسمها “الأيام” أن تدع أنين “الحالمة” من وطأة المليشيات الظالمة، دون أن تمد حبر مطابعها من صيرة “كريتر” إلى صيرة “شرعب”!
هي شهدت فتح معسكر خالد.. كانت الراية “جنوبية” بامتياز.. يوم تخضبت أعناق “كتيبة الموت” بالدم الأحمر عند بوابة المعسكر!
يثأر الحوثي الآن من بلاد الصبيحة.. قبائل البأس الشديد.. يريد أن يفتح باباً إلى الجنوب.. تعس وانتكس!
كان المشهد آسراً لعقول الأحرار، عندما اشتعلت أعلى قمة في بلاد الأصابح.. لو قدر لأبناء الشمال والجنوب الذين يتوسطهم هذا الجبل الأشم أن يحملوا المناظير في تلك اللحظة لرأوا عجباً في فن تسديد الرمي، وملحمة راقت لكل ذي شاعر بفنون الحرب صنعتها أصابع جندي ذي مراس كانت تضغط على الزناد بعشق للحرية لا يُضاهى!
هم جاءوا إلى الصبيحة بعد أن آلمهم فتح معسكر “المخلوع” الذي كان يتكئ عليه عند الحاجة للغزو والاحتلال!
سلام الله عليكم أيها المغاوير.. بين قمة “الركيزة” وشعلة “المصفاة” في البريقة حمل منظارا ليليا أمام أعين المبصر ليدرك الغافل الساهي خطورة القمة واستراتيجية المكان !
لكن ما رأينا طائرة تحلق فوق الجبل.. ولا صاروخاً سقط من السماء.. أما الجيش الوطني ربما زحف ببطء نحو الجبهات المشتعلة على حدود لحج.. بينما تصم الشرعية آذانها وكأن الأفق المفتوح إلى الجنوب من قمة الركيزة من سقط المتاع!
يا ولاة أمرنا، إن كنتم تستحقون الولاية وتريدون الطاعة حافظوا على النصر الذي تحقق في المحافظات المحررة.. طبّعوا الأوضاع.. أعطوا الحقوق.. فقد أصبح راتب العسكري يصرف بتوجيه من الرئاسة وكأنه مكرمة!!
فو الله، لصرخة نعمة قاسم من شارع المعلا لتفت في عضد المقاومة وتؤلم قلب المناضل الذي ذهب للثغور من أجل الحرية والكرامة.. ثم هو يرى امرأة متعففة بُح صوتها وهي تطالب براتبها المنقطع منذ 8 أشهر!
الحرية في ذكرى الاستقلال أن نصل النصر بالنصر.. وأوله أن ننتصر للبائس الفقير.. وأن نخضع من يأكل أموال الناس بالباطل للمساءلة.. صغر أم كبر.. قرب أم بعد!
ثم يدور الزمن.. فنلمح في أفق الذكرى شرارتين.. شرارة من جبل “ردفان” ضد الاستعمار، وشرارة من جبل “الركيزة” ضد الإمامة..
للثورة المجد.. وللشهداء الخلود!
*- عبود الشعبي – الأيام