عدن التي ذكرت في الكتب السماوية وأشاد بأهلها العلماء والرحالة

قبل عدة أيام ذهبت لتناول الغذاء في أحد المطاعم وكان مزدحما، فجلست مع شخص اخر في طاولة واحدة، سلمت عليه ثم بدأنا بتبادل تعليقاتنا عن ازدحام ذلك المطعم بالمواطنين وعدم صرف المرتبات وتدهور العملة الى أن وصل الحديث بيننا عن (عدن) وأهلها، حينها تجرأ وسألني ذلك السؤال الغبي عن هوية أهل عدن ونسبهم ..

فقلت في نفسي: هذه هي المقبلات الفاتحة للشهية جائتني مجانا ������

ثم نظرت له وابتسمت ابتسامة عريضة، وأخذت نفسا عميقا وقلت له: ان كنت قارئ جيد للتاريخ لكنت الان في غنى عن توجيه هذا السؤال .. لكنني سأقول لك من هم أهل عدن ..

أهل عدن هم الذين ذكر اسم مدينتهم (عدن) في كتاب التوراة وتحديدا في سفر حزقيال قبل أكثر من 3000 عام  ..

أهل عدن هم الذين ينسب لمدينتهم (عدن) قطعة من الملابس التي كان يرتديها سيدي وسيدك وسيد الخلق رسول الله (محمد) عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث كان يرتدي (إزار عدني) ..

أهل عدن هم أهل المدينة التي هرب اليها (قابيل) بعد قتله لشقيقه (هابيل) فكانت له الملاذ الامن، ويقال في كتب التراث بأن قبر (قابيل) موجود في الممر الرئيسي لعدن ..

أهل عدن هم الذين سبقوا زمانهم في حقبة غابرة من الزمان عندما قاموا ببناء الأعجوبة الهندسية الفريدة (صهاريج الطويلة) ..

أهل عدن هم الذين قال عنهم أمير الرحالين المسلمين (ابن بطوطة) قبل أكثر من 700 سنة: أنهم أهل دين وتواضع ، وصلاح ومكارم أخلاق ، يحسنون إلى الغريب ، ويؤثرون الفقير ويعطون حق الله من الزكاة على ما يجب ..

أهل عدن هم الذين قال عنهم الرحالة والأديب العربي، أمين الريحاني، عندما زار (عدن) سنة 1920م ، وأُدهش للتنوع الديني فيها، فاختصره في كتابه (ملوك العرب) بهذه العبارات "في فم البركان أو ما كان بركانا في قديم الزمان، وفيها أربعون ألفا من السكان من كل شعوب الأرض والأديان، فيها المسلم الذي يصلي لله، والفارسي الذي يصلي للشمس، والبينيان الذي يصلي للأوثان، والمسيحي مكرم الصور والصلبان، والإسماعيلي صاحب الزمان، واليهودي مسبح الذهب الرنان، وفيها من يغسلون ويكفنون أمواتهم، ومن يحرقونهم، ومن يحملونهم إلى برج السكينة، لتأكلهم النسور والعقبان".

أهل عدن هم كل الذين سكنت عدن في دواخلهم بكل حب، وليسوا هم من سكنوا فيها (وهذه النقطة صعب تفهمها) ..

وأكتفيت بذكر هذه المحطات التاريخية له، فنظرت لصاحب السؤال الذي يجلس أمامي مباشرة وقد أحمر وجهه وكان في حالة ارتباك شديد وشعرت بأنه نسي كل الكلام وضاعت منه كل الكلمات وأكتفى بمبادلتي الإبتسامة،  ولم ينطق بكلمة واحدة الى ان أكملت غذائي وغادرت المطعم

#وديع_أمان .. عدن