ما الذي يمكننا فهمه من سياق تصريح محافظ محافظة أبين سيادة اللواء أبوبكر حسين؟! التصريح الأخير الذي فند فيه أسباب عدوله عن الانضمام للمجلس الانتقالي الجنوبي بالقول وبصريح العبارة “إن عدوله عن الانضمام للمجلس جاء إثر تلقيه تهديدات من أطراف لم يسمها، توعدته بإسقاط محافظة أبين في يد تنظيم القاعدة”، وأنه قيل له ـ على لسان المصدر المهدد ـ “إن هناك أكثر من 1200 عنصر من عناصر التنظيم على أهبة الاستعداد لإسقاط المحافظة إذا ما وافقت على الانضمام للمجلس الانتقالي الجنوبي!”. تصريح غاية في الخطورة سيضع روح الرجل على كف عفريت صنعاء الإرهابي!.
مايمكننا فهمه من سياق هذا التصريح الآتي:
أولا: إن هناك ارتباطا وثيقا ومباشرا بين مشاريع الوحدة اليمنية بكل أشكالها الاندماجية والفدرالية بالعناصر الإرهابية، وقد تكرم الأخ المحافظ سيادة اللواء أبوبكر حسين ـ مشكورا ـ بإثبات هذا الارتباط في محضر عمليات التحالف العربي لمكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن هذا الارتباط المباشر الوثيق والواضح في هذا التصريح الصريح الصادر عن الأخ المحافظ المنضوية قيادته تحت أمرة وقيادة الحكومة الشرعية اليمنية مؤخرا ـ عنوة وبالتهديد ـ يأخذنا مباشرة إلى التسليم بحقيقة أن كل هذا الإرهاب الذي يضرب الجنوب شرقا وغربا ووسطا ما هو إلا ماركة وحدوية مسجلة باسم أحفاد الإمام زيد وحلفائهم من الأعيان والعسكر المذيلة تواقيعهم في اتفاق القهر والشراكة!..الشراكة القائمة على ضم عدن بالقوة العسكرية سابقا، وعلى الإرهاب والترويع والتركيع حاليا ولاحقا!.
وبالتالي من الطبيعي أن يستنبط العقل الجمعي الجنوبي من الفهم الأول “المذكور أعلاه” فهما بديهيا ثانيا، لا يحتاج إلى فذلكة وتذاكي، يقودنا هذا الفهم إلى أنه في مقابل هذا الارتباط الوحدوي الوثيق والمباشر بالإرهاب الذي بات جليا للعيان.
أين يضرب؟! ومع من يصطف؟! ثمة ارتباط وثيق ومباشر بين مشروع الشعب الجنوبي التحرري والمجلس الانتقالي الجنوبي، ارتباطا عززته وشدت عُراه شهادة وجزالة مثل هذا التصريح لمحافظ محافظة أبين!.
فمثل هذه المقايضة التهديدية التي وُضعت على طاولة محافظ أبين، الطاولة المضروبة بقبضة اليد الوحدوية بقوة، وبهذا المنطق الوحدوي التعسفي إما أن تترك هذا المجلس، الذي يرونه مجلسا انفصاليا ـ حسب زعمهم ـ أو استقبل هذا الإرهاب الوحدوي القادم من الشمال، سيسجل التاريخ أنها المقايضة الفجة البائسة التي سَرَّها في نفسه أبوبكر بن حسين إلى هذه اللحظة التاريخية الموافقة لزيارة المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظة أبين، وسيسجل التاريخ أيضا..
لقد تمت المقايضة: المجلس الانتقالي الجنوبي أو الإرهاب! في السر تحت سقيفة بني قاعدة مع أبي بكر بن حسين، في نفس وقت اتمام المقايضة: المجلس الانتقالي الجنوبي أو العزل! في العلن تحت سقيفة الرئيس هادي مع عيدروس وبن بريك ولملس.
ومثل هذا المنطق الذي يربط الإرهاب بمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي أظنه اليوم قد ربط الشعب الجنوبي بالمجلس ربطا مصيريا يرفعه إلى مصاف التمثيل الوطني للقضية الجنوبية، وهنا بالضبط أستطيع القول إنه كلما ارتبطت الوحدة اليمنية بالإرهاب ارتبط الشعب الجنوبي بمجلسه الانتقالي وبالأمن والسلم الدوليين، لذا مع مرور الوقت يتأكد للمجتمع الدولي مع أي معسكر في اليمن يقف الإرهاب.
بالعربي الفصيح "إنه ذلك هو" وبالعدني "اندكو" وباللحجي "شع وينه"، يقف الإرهاب حيث تقف صنعاء اليوم!
*- بدر قاسم محمد – الأيام