مقارنة مأرب بعدن «تخديرة قات»، حتى لو نشرت أكبر صحف العالم تقارير عن مأرب ووضعها.. كل العمال الذين يترزقون الله في مأرب لا يمكن أن يشكلوا حتى ربع عدد العاملين في مربع مسجد «النور» بالشيخ عثمان، فما بالكم بالشيخ كلها وعدن كاملة.
مأرب فيها مستوى أمن جيد لأنها منطقة قيادة لعمليات عسكرية في القطاع الشرقي، وفيها توافق بين الكبار من العسكريين على الكعكة، واذا اختلفوا لاحقا ستشتعل فيها أقذر الصراعات وأعنفها.. عدن مدينة وبلاد شكلت على مدى عقود من الزمن ملاذا للباحثين عن الرزق والأمان والتعليم والتجارة، واسألوا أجدادكم الذين عملوا في دكة المعلا، وجدي أحدهم رحمة الله عليه.
من يتحدث عن أن بإمكان الفرد أن يأكل البيتزا في مأرب، وعلى صدور صحيفة دولية كبيرة، نقول له إن حركة السيولة المالية التي تفيض في مأرب تعادل نصف السيولة في اليمن كلها، وكان يفترض أن توزع البيتزا والبورجر مجانا إلى كل منزل.
من يتحدث عن مأرب كبديل لعدن، يجهل أبجديات علاقة الإنسان بالمدن منذ القدم القائمة على معايير، أحدها سلوك الناس وثقافتهم الاجتماعية، والقبول بالآخر، وممكنات التعايش والاندماج في المجتمع..
مأرب نجحت عسكريا مثلا، لأنها مستودع لثقافة قبلية مسلحة، لكن هل يمكن أن تنجح تجارة الفل مثلا أمام بوابة قسم شرطة مأرب، كما هو الحال أمام قسم شرطة الشيخ عثمان.
مأرب بلاد بلقيس ومهد العرب ومخزن الحضارة اليمنية القديمة، لكنها لم ولن تكون فاتنة وباسمة كعدن..
*- عصام السفياني – الأيام