رسالة إلى هادي الرئيس (1) من يحذر الرئيس من أصحاب؟

من يحذر الرئيس من أصحاب؟

في أقل من شهرين الشمال يحتشد جماهيرياً في ميدان السبعين مرتين مرة للخباز (عفاش) وأخرى للحوثي في إشارة لا تقبل التفسير أو التأويل أو الأخذ والرد إلى أن الشمال يتجه بخطوات حثيثة نحو دولته القديمة الجديدة التي ربما لا تبقى كما كانت - سابقاً - الجمهورية العربية اليمنية ولا حتى الجمهورية اليمنية وإنما هناك مؤشرات تجزم أن خيارات أخرى قد أصبحت جاهزة سوف يتغير فيها الدستور ونظام الحكم والقوانين والمرجح أنها سوف تأخذ شكلاً آخر وتسمية مختلفة لا تحفظ من القديم غير اسم اليمن.

وعلى العكس من ذلك هنا رئيس شرعي جنوبي الهوية والهواء والتربية مازال مؤمناً بالوحدة وقد لا يفرط بها إلا لصالح اليمن الاتحادي فهو للأسف مغيب بفعل فاعل تقديره (الإصلاح) الذي (يزنّ على أذنيه) صباح ومساء ولهذا لم يستوعب بعد أو حتى يفكر أن كل المؤشرات والوقائع تمنح الجنوب الفرصة الذهبية لكي يذهب من جديد إلى ماضيه الجميل وحب جماهيره الأبدي (الجنوب العربي).

ذلك أن الرئيس عبدربه - الذي يديره أيضاً شماليون يضمرون للجنوب الشر ويعادون الجنوبيين ولا يفكرون في التفريط بالجنوب خوفاً على الأرض والثروة - يعي جيداً حجم أطماعهم وجشعهم ويعلم علم اليقين أنهم وراء عجزه عن الحشد الجماهيري مرتين: الأولى بسبب يأس الشماليين المحيطين به من إمكانية إقناع الجماهير في المناطق الشمالية المحررة في الاحتشاد من أجل رئيسهم الشرعي كونه في نظرهم جنوبياً غريباً وبالتالي يقولون أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب .. قلوبهم مع عبدربه وولاؤهم لعفاش، أما الفشل في المرة الثانية فهو بسبب إقناعهم الرئيس بإهمال الجنوب مقابل الاهتمام بالشمال وبالتالي أدرك عبدربه عدم قدرته على حشد أبناء جلدته من الجنوبيين ليقينه أن فاقد الشيء لا يعطيه.