مرة أخرى تطفو على السطح من جديد قضية تقسيم حضرموت الى قسمين وادي وصحراء وساحل من قبل القوى المنتصرة في حرب صيف١٩٩٤م التي لايحلو لها بقاء حضرموت كتلة واحدة بل تريد تنفيد مخطط خطير يستهدف ضرب وحدة حضرموت التاريخية وإحداث تغيير في خريطة حضرموت الديموغرافية وتركيبتها الاجتماعية كي يسهل لهم السيطرة على مكامن النفط وان هذه المرة بسياسة جديدة مدروسة بإحكام بمباركة بعض الجهات النافذة في حضرموت٠
قضية تقسيم حضرموت ليست وليدة اليوم أو من محض الصدفة بل قد حاولت هذه القوى تفتيتها في عهد الطاغية صالح في منتصف التسعينيات ووقف ابناء حضرموت بقوة أمام هذا المشروع الذي اراد صالح من خلاله اخضاع حضرموت وتقطيعها الى كيانات صغيرة لكنه فشل حينها في فرض ماكان يطمح به وانتصر الحضارمة في امتصاص هذه العاصفة بدهائهم وحنكتهم ورفضهم القاطع لهذا المشروع الاحتلالي٠
ونتيجة للدور الريادي الذي لعبته حضرموت في ثورة الجنوب وإعلانها مباركة المجلس الانتقالي الجنوبي بحشد جماهيري كبير ابهر قوى الشر في العربية اليمنية التي كانت تراهن على ان حضرموت باتت بعيدة عن الجنوب فجاءت الرسالة قوية وهو ما جعل هذه القوى تعيد ملف تقسيم المحافظة الغنية بالنفط الى الواجهة بقوة ٠
بعد ان بسط ابناء حضرموت سيطرتهم على ساحل حضرموت و طرد القاعدة منها نجحت القيادة في حضرموت في إرساء دعائم الأمن والإستقرار في فترة وجيزة هذا مثل حرج للشرعية المزيفة أمام دول التحالف في ظل عجز الشرعية عن تحقيق اي تقدم في معارك
القتال وإنشغالهم بأمور أخرى تتمثل في نهب المال العام أو اللعب بخدمات الناس وقطع الراتب ٠
يجب ان يعي هؤلاء القوم ان حضرموت اكبر من مشاريعهم التآمرية الهستيرية ولن تركع لهم مهما حاولوا النيل منها بشتى الوسائل او تلونوا بأي لون وتسموا بأي مسمى وتحت أي مبرر وعليهم أولا ان يذهبوا لتحرير مناطقهم من الحوثيين لا أن يخلقوا لنا مشاكل ثانوية في المحافظات الجنوبية ٠
فحضرموت ظلت موحدة منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا وهي الوحيد من بين الدول القديمة التي كانت قائمة قديما إستطاعت أن تحافظ على وحدتها واسمها الذي حملته على مدى قرون طويلة من الزمن ليأتي اليوم من لاتهمه حضرموت مجرد مايهمه نهب الثروة لاغير ويريد تقسيمها وتقطيعها ان مقاطعات صغيرة ويعمل على تنفيذ خططه الكيدية القذرة في سابقة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي في حضرموت القائم على اساس التعايش الإجتماعى والتسامح الديني فحضرموت اليوم باتت تصارع في عدة اتجاهات لأن المخاطر تحدق بها من كل جانب لايقاعها في مستنقع الفوضى والاحتراب وبداية هذه هو مشروع التقسيم وهو الاخطر على هذه المنطقة الآمنة التي تحسد على حالة الأمن والإستقرار الذي تنعم به ٠
ومن هذا المنطلق على جميع القوى الحضرمية الفاعلة في الساحة التصدي لمثل هكذا مشاريع تمثل تهديد لوحدتنا الحضرمية من اي جهة كانت وإيقاف المهزلة التي يراد منها تحويل المحافظة الى إقطاعيات خاضعة لهم.
*- ناصر التميمي