الإرهاب هو الإرهاب والجنوب هو الجنوب

2017-11-13 06:35

 

تبقى حادثة البحث الجنائي الأخيرة التي فجعت بها عدن مؤخرا هي الحادثة التي كشفت - وبما لا يدع مجالا للشك - عن مدى حقد الإرهاب الموجه إلى الجنوب قضية وشعبا.

 

وفي زحمة وهول ما حدث يبقى السؤال ناقوسا يرسل دقاته مستفهمة عن الدوافع التي متى ما عرفناها عرفنا باقي التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان الذي خطط ومول هذه الحادثة الإرهابية المروعة والتي فاقت في بشاعتها ما سبقها من حوادث على مستوى عدن خاصة والجنوب عامة على الأقل.

 

وبقدر ما تبين لنا من نتائج مؤلمة أسفرت عنها هذه الحادثة الإرهابية من خلال عدد ضحاياها بذات القدر بينت لنا أيضا أن الوحدة الجنوبية غدت حقيقة ممهورة بالدم، ومن يجادل في هذا الأمر ثمة شك في قواه العقلية بل ويتملكه مرض عصي في نفسه ولابد له من العلاج منه متى ما وجد له العلاج، وأجزم أنه أمر صعب جدا مع هكذا حالة.. ومع أن الخسارة كانت فادحة في جانب القوات الأمنية التي هبت تؤازر بعضها بعضا ضد الإرهابيين وهي مؤازرة وتعاضد كان لابد منهما لإصابة الإرهابيين بالخاذلان والهزيمة والفشل الذريع لمخططهم الرهيب الذي يتجاوز مقر البحث الجنائي والعاصمة عدن إلى الجنوب، كل الجنوب.

 

الآن وبعد أن انتصرت إرادة الجنوبيين مرة ثانية وبدأت كثير من تفاصيل ما حدث تتكشف للجنوبيين تباعا وحرصا على مزيد من الوحدة الجنوبية ينبغي مصارحة الجنوبيين دائما وأبدا بما يدور من حوادث وأحداث ذات علاقة مباشرة بقضاياه المصيرية، وهذه هي الآلية الحتمية التي لابد لها أن تكون على مستوى عال من الجدية والاهتمام والبذل والتضحية.. والتي ستبقي الإرهاب كما هو الإرهاب هوية ودافعا لكل القوى الشريرة في اليمن وخارجها المعادية لحرية واستقلال جنوبنا الحبيب، وسيبقى الجنوب كما هو الجنوب بكل حرائره وأحراره الصخرة التي تتحطم عليها أوهام ومؤامرات الأعداء أمس واليوم وفي المستقبل.

*- محمود المداوي – الأيام