ظهرت الأسبوع الماضي أزمة حادة في المشتقات النفطية ألقت بظلالها على جميع المواطنين، تمخضت خلالها أزمات كارثية عديدة، عصفت بحياة المواطنين، كرتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف نقل (المواصلات)، وتزايد ارتفاع عدد ساعات انطفاء الكهرباء، وغيرها من الأزمات التي تواجه المواطنين في مدينة عدن وغيرها من المدن.
ومع خضم الأزمات هاج الشعب وفاض صبره الذي طال كثيرًا.. فكلما مر وقت تزداد الصعوبة والمرارة، ولذلك رأينا خلال اليوميين الماضيين انتفاضة الشعب وخروجه عن صمته، فكانت ردة فعله بأن قطع طرقات المدينة الساحلية عدن، بل الأدهى من ذلك هو إضرام النيران في إطارات تالفة وسط شوارع مدينتنا العزيزة، وهي ردة فعل سلبية نوعًا ما.
فإحراق الإطارات وسط الشوراع يشوه منظر المدينة، ويجعلها بؤرة للأمراض والنفايات، بل إن قطع الطرقات يسبب كثيرا من المتاعب لدى المرضى، الذين يُسعفون للمستشفيات كحالات الطوارئ، وهنا نحن نقتل إخواننا بطريقة غير مباشرة واللإرادية!
قد يستغرب البعض من كلامي، وقد يقول قائل “بأني منحازٍ”، وفعلًا أعترف بأني منحازٍ، وبقوة، لمدينتي ومنظرها الفلوكلوري الخلاب، ومن ثم الأوضاع المحيطة بنا تحتم علينا أن نحافظ على ما تبقى من مدينتنا، وألا نزيد الطين بلة.
ولا يذهب تفكيركم بأني أطلب منكم الصمت حيال ما نشهده من أزمات ومعاناة أنهكت جميع أفراد وفئات المجتمع - دون استثناء - بل إن الحل والطرائق عديدة، فمثلًا نستطيع أن نعبرّ عن رفضنا لما تمارسه الحكومة ضد الشعب من خلال خروج الجميع، رجال وشباب ونساء وأطفال المدينة في وقفة صامتة لا تُرفع فيها أية لافتات ولا تُصدر فيها أية شعارات، بل نقف وقفة صامتة نوصل رسالة عظيمة قوية تهز العالم أجمع.
ولديّ طريقة أخرى.. فما رأيكم لو نختار يومًا يقرر فيه جميع فئات الشعب عدم الخروج من المنزل أبدًا، وبذلك نجعل شوراع مدينتنا فارغة خاوية على عروشها، بشرط أن يلتزم الجميع بعدم الخروج من المنزل، وتتوقف الحركة في المدينة، وتتوقف جميع الأعمال في جميع المرافق الحكومية والخاصة، ومن خلالها ستصل رسالتنا بقوة للمتجمع الدولي وللعالم بأسره.
يجب أن تعلموا بأن الحفاظ على مدينتنا ومنظر شوارعها وأزقتها هي مهمتنا نحن جميعًا كمواطنين، ويجب ألّا ننتظر من الحكومة أن تهتم بمنظر شوارع مدينتنا، فهي لم تهتم بسمعتها لتهتم بالشعب وبمنظر المدينة!
هذه حقيقة يا حكومتنا.. وبأسف بالغ أقول لكم “من يَحترم يُحترم.. ومن لا يَحترم لا يُحترم.. والحليم تكفية الإشارة!
*- علاء حنش – الأيام