الجنوب الاتحادي في روسيا الاتحادية

في إطار المبادرة الدولية الجديدة، يعود الجنوب من جديد إلى روسيا، ولكنها هذه المرة روسيا الاتحادية، وهو يؤسس لدولة جنوبية اتحادية.

من يقرأ من الجنوبيين، في مخرجات الحوار الوطني فيما يتعلق بالقضية الجنوبية، وما أصابوا به الجنوب من دمار حاقد ممنهج شامل كامل (أرضاً وإنساناً وثروة وثقافة وهوية)، لا يسعه إلاَ أن ينتفض ثائراً مغاضباً مناضلاً صارخاً “لا للظُلم.. لا للوحدة، حتى يعود الوطن ويعود الجنوب دولة اتحادية حديثة”.. إلاَ أن يكون جنوبياً فاسداً سارقاً وخائناً.

26 سنة عانى فيها الجنوب تدميراً شاملاً من منظومة علي صالح وعصابته. تلتها ثلاث سنوات أُخرى زادوا فيها الجنوب دسائس وفتنا ومؤامرات وكراهية ومعاناة في الغلاء والرواتب والحقوق والخدمات في شكل من العقاب الجماعي الخبيث، يقوده علناً رئيس وزراء الحكومة الشرعية، وما يدرون أن شرعيتهم ليست (صك غفران) تعفيهم من الحساب والعقاب وغضب الشعوب ولعنة التاريخ.. وها هي شرعيتهم اليوم باتت سخرية المجتمع الدولي ونراها تتهاوى كما تهاوت قبلها شرعية علي صالح.

فاسدون، فاشلون، ساقطون وراحلون، ويبقى شعب الجنوب، ومن جديد يدخل التاريخ واثقاً قوياً ومتماسكاً يستعيد وطنا ويؤسس لدولة اتحادية حديثة وإن اختلفوا.

مليونية في المعلا، مليونية في خورمكسر، لا شيء في ذلك، فاختلاف الرأي أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الدنيا والمعارضة في المواقف أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الدنيا.. المهم عودة وطن وبناء دولة اتحادية حديثة ما أجمل أن نحتكم فيها لدستور وقانون وانتخابات وعدالة اجتماعية ونتعايش بسلام.. خمسون عاما من الصراع والدماء والضياع تكفي!.

*- بقلم أنور محمد سليمان .. الأيام