لا تزال الأمور غامضة حتى اللحظة، فيما يخص الجنوب.. وكتبت مقالاً العام الماضي بعنوان ( لماذا على الجنوب الاستعداد لمعركة جديدة وأخيرة مع الشمال..؟).. بناء على معطيات واضحة أنذاك، وحينها كانت كافية لشن قوى الشمال حرباً ثالثة على الجنوب..
واليوم صارت المعطيات اكثر وضوحاً وواقعية، بل وكل مؤشرات ما يجري بالجنوب من تدمير الخدمات وابقاء الجنوب في معاناة من قبل الشرعية، وكذا محاولات زرع الفتن والمناطقية، إنما هي ارهاصات تاتي تمهيداً للحرب الثالثة على الجنوب، بل وتهيئة للأرضية التي ستشن وفقها قوى الشمال الحرب الثالثة .
في الحقيقة هناك ( غزو ثلاثي اخواني حوثي عفاشي) يستهدف الجنوب.. وكما اعتقد ان المخطط العسكري يستهدف اسقاط الجنوب، بعدما حاولت الاطراف الرافضة لاستقرار عدن والجنوب تفجير الاوضاع عدة مرات، وتمكن التحالف من افشال ذلك المخطط عدة مرات بتدخل مباشر، إلا ان ذلك النجاح يبقى مؤقتاً، فيما يبقى الخطر مستمراً.
واعتقد ان المخطط العدواني الجديد الذي سيكون بمثابة ( الحرب الثالثة ) على الجنوب من قبل قوى ( الشمال ) يستهدف الجنوب بشكل عام من المهرة وحتى باب المندب.
فرفض قوى الشمال لتحرير الجنوب كان واضحاً من البداية، وهم بذلك يشعرون أن يفقدون ارضاً وثروة بكراً، نهبوها أكثر من ربع قرن، ولا تزال بكراً، وليس من السهل عليهم ترك الجنوب وشأنه، لما يعتقدوه من أفكار ان الجنوب ( فرعاً عاد للاصل الشمال ) وهم أحق بالجنوب من شعبه الجنوبي.
ومنذ تحرير الجنوب، ظلت قوى الشمال تعمل بكل قوتها وادواتها لضرب الانتصار الجنوبي، ودعم تشكيل جماعات مسلحة والترويج لها اعلامياً، لغرض ضرب التماسك الجنوبي، في وقت كانت تلك القوى تستخدم الشرعية لمنع اعادة بناء المؤسستين الامنية والعسكرية، حتى يتهيأ الوضع لقوات الشمال من إعادة غزو الجنوب للمرة ( الثالثة ) .
لو تحدثنا افتراضا عن المخطط، سنجده على الخارطة بشكل واضح، يبدأ من اسقاط حضرموت وشبوة، وتفجير وضع عدن من الداخل، مما يسهل عملية سقوط عدن بأيدي تحالف ( الشرعية والاخوان ) الذين لا يهمهم أن تزعزع التماسك في الجبهات الحدودية للجنوب وربما تتقدم مليشيات الحوثيين والمخلوع في حال أي فوضى بعدن. بقدر ما يهمهم اسقاط عدن والاستفراد بها.
- إستهداف عدن واسقاطها، هو نقطة ارتكاز المخطط لقوى الشمال، أي اسقاط عدن من الداخل واستخدام الخلايا والتشكيلات العسكرية الموالية للأحمر.
- في ظل انشغال الجنوبيين بانقاذ عدن، ستكون المهمة سهلة أمام قوات الاحمر لاقتحام حضرموت وشبوة والاطباق عليهما.. واعادة السيطرة على حقوق النفط.
- في حال تم السيطرة على حقول النفط، ستكون المهمة الاخرى لتلك القوات أبين ومن ثم ( عدن ) لمساندة مليشيات الاحمر..
المواقف:
في تصوري ان التحالف العربي سيكون في موقف لا يحسد عليه، اذ انه وفي الوقت الذي يسعى لاسقاط صنعاء، تتعرض عدن والجنوب للحرب مجدداً.. وبالتالي سيكون التدخل محدود في بعض الاماكن، مثلاً ( حماية عدن ).. أما حضرموت وشبوة فستبقى قيد الاستهداف والتوسع في السيطرة من قبل قوات الاحمر...
المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية الحقيقية:
سيكون الموقف بالنسبة للانتقالي والشعب الجنوبي، هو المقاومة كخيار إجباري للمرة الثانية، ورغم شحة الامكانيات إلا ان المقاومة ستكون أشد دفاعاُ عن الجنوب ولن تسمح باعادة احتلاله.. ومن سيتقاعس من الجنوبيين سيكون بمثابة الخائن للوطن الجنوبي وسيلاحقه العار السرمدي... لهذا مطلوب الاصطفاف ورص الصفوف والنأي بأي خلافات جانباً..
الرئيس هادي:
هادي سيكون موقفه غامضاً مثلما هو دائماً، فإن سقطت عدن بيد الاخوان والاحمر، سيشعر وكأنها عادت اليه، وفي الحقيقة ذلك ليس لمصلحة هادي، لانه بعدها سيتعرض لانتكاسة من الاخوان..
الخطورة على الجنوب:
الخطورة على عدن والجنوب، ستتضح من خلال مواقف القيادات الجنوبية العسكرية، وحتى قيادات في المقاومة... فإما ان يقفوا مع الجنوب ويكونوا جزءً من شعبها في الدفاع عنه من الغزو الثالث..
واما ان يذهبوا وراءه مصالحهم ويلبوا أوامر الاحمر لخيانة الجنوب، والحديث عن الشرعية كعذر ..