كانت الجبهة القومية أشبه ما تكون بحصان طروادة عندما دخلت الجنوب العربي..و زرع بداخلها ألغام كثيرة وقنابل موقوتة لتنفجر تدريجيا في الجنوب مستغلة حادثة قبائل ردفان العائدون من اليمن وبحوزتهم أسلحة شخصية حصلوا عليها !!
وكانت تلك الحادثة فرصة ذهبية لأجهزة المخابرات المصرية – اليمنية التي استدعت أدواتها ومنظريها من القوميين العرب وغيرهم من غلاة الماركسية أمثال جورج حبش ، ونايف حواتمه ، ومحسن إبراهيم ، وهاني الهندي ، وقام أولئك "الطيبون " بنشر طوفان من الكراهية والحقد والفرقة بين المكونات الجنوبية ، وكانت الخطة ذات محورين الأول معلن وهو : محاربة الانجليز والثاني سري و هو : الوطن والمواطن الجنوبي لتفكيك دولته ثم تقويضها من الداخل بأيدي جنوبية .. وكانت الخطة أن ينتشر حفنة من القتلة والمجرمين تحت مسمى "الفدائيين " باستهداف الرؤوس الجنوبية والهامات الوطنية واغتيالها لحساسية مراكزها السياسية والأمنية وتحديدا في عدن وشارك في تلك العمليات القذرة عناصر شمالية أيضا منهم المقبور (عبد الفتاح إسماعيل ) ورفيقه سيئ الذكر (محسن الشرجبي ) الذي تقمص شخصية حمزة البسيوني الذي نكل بالمصريين !!
ولم يتورع بلاطجة الجبهة القومية من قتل أي مسئول جنوبي يشغل منصبا حكوميا سواء في الإدارة المدنية أو العسكرية أو نقابات العمال أو حتى المواطن العادي ..ولم يستهدفوا الانجليز بتاتا !!
وفي الوقت نفسه كانت الحملات الإعلامية والأبواق الناصرية من صوت العرب وصنعاء وتعز ترافق تلك التصفيات وتحرض على سفك الدم الجنوبي بحجة العمالة للاستعمار .. وتعمل جاهدة على تزييف الوعي و التاريخ الجنوبي وتشويهه ومحو الذاكرة الجنوبية الشعبية .. وإلصاق كل مفردات العمالة والخيانة والرجعية بكل الرموز والهامات الوطنية والزعامات التاريخية تمهيدا للتخلص منها !!
حتى صوروا لجماهير الشعب في الجنوب أن السلاطين والأمراء في الجنوب وكل من يعمل في الجنوب في الوظيفة العامة إنما هو عميل للاستعمار ومعاد للثورة!!
وقد استغلت تلك الأجهزة المخابراتية كل مفردات العروبة وشعارات المد القومي الناصري لتحريض شباب الجنوب الطيب التي انطلت عليه الحيل وصدقوا تلك الأجهزة ، والحقيقة أن سلاطين الجنوب وشيوخها لم يمنحوا ألقابهم ومناصبهم من بريطانيا وليست هي من نصبتهم حكاما على ارض الجنوب كما تدعي أدبيات (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ) لاحظوا تركيبة الاسم !!!
ولم يكونوا تابعين لليمن كما تدعي الجبهة التي يمننوها وجعلوا منها حصان طروادة لإسقاط الجنوب أرضا وشعبا وطمس هويته ومحو ذاكرته وتقويض أركانه!!
والحقيقة إن حكام الجنوب استمدوا مشروعيتهم التاريخية في الحكم من قبائلهم وسائر مواطنيهم والتاريخ يشهد على ذلك فقد تأسست السلطنة الكثيرية منذ 8 قرون كما استقل السلطان فضل بن علي العبدلي بعدن ولحج من الأتراك وكذلك سلطنات : العوالق والواحدي ويافع كانت قائمة على أرضها قبل دخول الانجليز!!
ولكن الجبهة القومية كانت تنفذ خطة مرسومة أعدت لها سلفا حتى أنها أسقطت بل وتنكرت لكل الثورات الشعبية التي قامت ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب منذ مطلع القرن العشرين واختزلتها في 14 أكتوبر والجبهة القومية ..تحت شعار (كل الشعب قومية )!!
وعندما اختلفت مع النظام الناصري ارتمت في أحضان الانجليز كبغايا سوهو كل ذلك من اجل السلطة وتنكرت لكل الأحزاب الوطنية الأخرى
والى اللقاء في الحلقة الثانية.