عندما تحررت عدن وباقي المناطق الجنوبية من الاحتلال اليمني ، استبشرنا خيرا وحلقت في اذهاننا جملة من الاحلام بوقوف المجتمعين الاقليمي والدولي معنا لاستعادة دولتنا،وكنا متفائلين بان نتيجة الحرب قد جاءت لصالح شعب الجنوب وعلينا ان نشمر سواعدنا لبناء دولة جنوبية محترمة اخذين بعين الاعتبار الدروس من كل الاختلالات التي عشناها في الجنوب قبل الوحدة ..كل ذلك كان يبدو امامنا سهلا..
فالجنوبيين معروفين على الاقل في المحيط العربي انهم رجال دولة،وبناة دوله...وكان جل هواجسنا تنصب في كيفية اعادة صياغة الوعي المجتمعي وخصوصا بين اوساط الشباب ومساعدتهم في الخلاص من افيون ثقافة الجمهورية العربية اليمنية،فالعملية معقدة وبحاجة الى وقت طويل للانجاز وجني الثمار..ولكن شرعية هادي الغير شرعية عادت الينا بنفس ثقافة العربية اليمنية وتم شيطنة جزء كبير من شبابنا ...
ما تحاول ان تفعله الشرعية في الوقت الراهن بكل هيئاتها ورموزها هو ان تعيق اعادة الحق الى اصحابة من خلال مصادرة حق شعب الجنوب في استعادة دولته المغتصبة،وتمرير مؤامرة الدولة اليمنية الاتحادية،وهي بذلك تغازل جزء بسيط من ابناء شعبنا وايهامهم بالسعادة والرخاء المنتظرين متناسيين حقائق العلم والواقع اللذين لا يعترفا بالقرار السياسي بقدر ما يؤكدا على ان تطور المجتمعات بحاجة الى مزيد من التعليم العلم والثقافة والتنمية الاقتصادية الحقيقية وتطبيق العدالة الاجتماعية،وهي سهلة التنفيذ في الجنوب لوجود شعب على المام ومعرفة بتفاصيل تلك العوامل وقادر على تطبيقها في وقت قياسي،ومعقدة وصعبة التنفيذ في مجتمع شمالي بحاجة الى مئات السنين للخروج اولا من سيطرة العصابات والشيوخ ومقاولي النفوس البشرية.