مما لا شك فيه ان ما يجري اليوم في شبوه لا يرضي كل من قلبه على شبوة والجنوب, أعمال الفوضى التي يقوم بها من يفترض أن يكون حماة القانون التقطع والقتل في الطرقات تخريب المصالح العامة و سرقة المال العام من قبل مسؤولي المحافظة المليشيات العسكرية القبلية وغيرها كثير يمكن قوله يصب في أعمال الفوضى واللا دولة.
لكن قبل هذا كله يحضر السؤال, كيف وصلت شبوه الى هذا الحال من الانهيار وهي من تمتلك كل مقومات النجاح فهي صاحبة الأرض الغنية و الموقع الاستراتيجي و سهولة الوصول إليها ومنها ؟
إذن لا بد لنا من استعراض بعض تلك الأسباب, بعد 1994م عمل نظام المخلوع عفاش على شبوه بشكل مركز لأنه أدرك أهميتها وعرف دورها في نجاح أو فشل أي مشروع جنوبي و بالتالي أخرج أسوأ ما فيها معتمدا بذلك على بعض أبناء شبوه ممن تركوها في صراعات ماضية و التي أستغلها أيما استغلال لإشعال فتيل الاقتتال الأهلي في إطار بعض المناطق و القبائل و حتى داخل بعض العائلات نفسها تحت مبررات أحداث ماضية ساهمت في تأجيج الصراع الجديد تحت إشراف المخلوع.
لقد كان لتلك الصراعات دون شك آثار كبيرة في النسيج الاجتماعي الشبواني ولم تستثني أحدا إلا من رحم الله حيث كان لها الأثر السيئ بعد 1994م عندما عملت و خططت مخابرات المخلوع وسلحت بعض القبائل ضد بعضها لكي تشغل أهلها عن التفكير في بناء المحافظة والاستفادة من ثرواتها التي بدأت تظهر من عام 1987م عندما بدأ استخراج النفط في شبوه .
إن شبوه اليوم محتاجة اليوم إلى وقفة مع نفسها قبل ان تقف مع أحد آخر لأنها لو بقيت على حالها فلن تكون ذات تأثير فيما هو مقبل على هذه المنطقة من حلول سياسية أو استحقاقات قادمة, وعليه ومساهمة في هذا الجهد الذي حرص كثيرين من أبنائها على تقديم آرائهم أجد نفسي ملزما أن أساهم بتواضع في تقديم بعض المخارج التي يمكن لأصحاب القرار إن هم أرادوا إصلاحا قد يسهم في ذلك فإن أصبت فهو بتوفيق من الله وإن أخطأت فهو مني.
أن أول مهمة لكل القوى الخيرة في شبوه هي الوقوف مع الذات و إعادة تقييم المراحل الماضية منذ الاستقلال وما رافقها من ممارسات سياسية و أمنية أدت إلى إقصاء وتشريد فئات كثيرة من أبناء المحافظة نتيجة للسياسات التي أتبعت في السبعينيات تحت مسميات مختلفة مثل الانتفاضات و التي أدت ممارسات من قام إلى بها إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في مناطق شبوه و كانت الممارسات هي العامل الرئيس الذي سهل مهمة المخلوع و أعوانه في فرض هيمنته على شبوه من خلال العمل على إحياء تلك الصراعات التي عصفت بها, ولذلك لا زلنا نقول إن شبوه خاصة كما هو الجنوب عامة بحاجة إلى عدالة انتقالية تقف أمام المراحل في الخمسين عام الماضية.
أما على مستوى إدارة شبوه اليومية فإن هناك خطوات لا بد أن يتم القيام بها لكي يتم تسيير أمور الناس والخدمات العامة ومنها :
أولا إعادة هيكلة إدارة المحافظة واختيار عناصر جديدة لم تتسخ أيديها بسرقة أو فساد أو فشل ويشمل ذلك استبدال كل مدراء العموم الذي عملوا لأكثر من خمس سنوات أيا كانوا واختيار كوادر جديدة على درجة عالية من الكفاءة لذلك.
ثانيا أن يتم إعادة النظر في القوات العسكرية والأمنية الموجودة في شبوه وخصوصا في العاصمة وإخراجها من عتق مع إعادة هيكلتها خاصة والجميع يعرف أنها لا تمت للعسكرة بشئ إلا من حيث الاسم و أن أغلب التجنيد فيها تم على أسس مناطقية وقبلية و بالتالي هي لا تمثل شبوه.
ثالثا زيادة عدد قوات النخبة الشبوانية المتواجدة منذ أكثر من عام في التدريب ورفدها بأفراد من كل المحافظة وتسليمها الامن في العاصمة وتأمين الطريق بين العبر و عتق ودمج قيادة هذه القوة مع قوات النخبة في بلحاف لتكون نواة لقوة واحدة في شبوه تتحمل مسؤولية حمايتها من كل التهديدات الإرهابية والتخريبية.
رابعا الضغط باتجاه حكومة الشرعية وبقوة لأجل الحصول على ميزانية سنوية يتم توفيرها وتوضع في البنك المركزي عتق وتصرف تحت إشراف دقيق من أي جهاز رقابي نزيه حتى لا يتم التلاعب فيها أو سرقتها.
و الله من وراء القصد.