كيف ستدير القوى المتصارعة صراعها في قادم الايام إن لم نقل السنين؟
حلفاء ما قبل 26 مارس 2015 ليسوا هم حلفاء ما بعدها, حيث كشفت حرب الثلاثين شهرا واقعا سياسيا و عسكريا تماما مختلفا عن ما كانت عليه.
المشهد السياسي اليوم أظهر قوى جديدة و أخفى أو أضعف قوى قديمة وتبدلت الصراعات والتحالفات في اتجاهات لا علاقة لها إلا في حدود من تجمعها المصالح السياسية والاقتصادية الآنية او المستقبلية.
هناك رأي عام عالمي ضاغط لوقف الحرب, و توقف الحرب الآن دون انتصار واضح للشرعية يجعل الصراع في نظر العالم بين أطراف متنازعة إن لم يكن قد تعامل مع هذا الصراع على هذا الأساس وليس فقط شرعية و انقلابيين مما يعني إن أي حلول سياسية سيفرضها العالم سيكون أول قراراتها إبعاد الأطراف المتصارعة بما فيها رموز الشرعية عن الحلول المقترحة وتنصيب أطراف أخرى لا علاقة لها بأطراف النزاع.
هذا الواقع الجديد الذي تسبب في إطالة أمد الحرب و أيضا أنتج صراعات جديدة تعصف بكل القوى سواء تلك التي في صنعاء أو في الرياض أو في عدن.
هناك صراع حوثي مع حليفه الرئيس المخلوع لن يطول الوقت حتى ينفجر بشكل علني
هناك صراع في قيادة الإصلاح بين تيارات سياسية مرتبطة بالأزمة الإقليمية وكذلك بين أهل الهضبة و مناطق اليمن الأسفل.
في الرياض هناك صراع حول الرئيس هادي بل وهناك محاولات لتحويل سلطاته لنائب الرئيس و رئيس الوزراء.
في عدن لا يزال المجلس الانتقالي يواجه معارضة ليس فقط من القوى الحزبية المرتبطة بالأحزاب اليمنية في صنعاء بل أيضا من قوى جنوبية تشاركه نفس الهدف ولكنها تنازعه تنظيميا ولم تقبل بعد به.
هذه المشهد العام للوضع السياسي والعسكري يؤكد أمرا واحدا هو أن أفق الاستقرار و السلام لا زال بعيد المنال وهو ما يطرح السؤال الكبير :
كيف ستدير هذه القوى المتصارعة صراعها في قادم الايام إن لم نقل السنين؟ .
*- أكاديمي وباحث سياسي