دون ادنى شك ان المسألة في انتشار الفساد من عدمه تبدأ من الحاكم فان هو صلح صلحت الامور فإن هو افسد فسدت كل الامور والحقيقة اننا امام طبقة سياسية وحتى ادارية فاسدة الا من رحم وهي القطب الاقوى في السلطة فكيف لها ان تقود مكافحة الفساد فنحن امام مهزلة مبكية ان يكون زنادقة الفساد هم من يواجهه.
لا شئ اكثر مأساوية و هزلية من ان تجد رعاة الفساد يتحدثون عن مكافحة الفساد حتى أصبحوا نجوما في هذه المجال وكأنهم يقولوا فسادنا وصل إلى حد أننا نحن من يتحكم في مكافحته وفي ممارسته.
عندما نتحدث عن الحاجة للقضاء على هذه الآفة فهذا هو اول الطريق للمساعدة للخروج من كارثة الحرب والموت والامراض التي لم توفر اي جانب من جوانب حياة الناس الا وانهارت خدماته.
لقد وصل الامر بكثير من هولاء الفاسدين الاستعداد لاكل اموال اليتامى والارامل و تخريب حياة ملايين البشر في سبيل مكسب مادي ليسوا في حاجة اليه انما هو الطمع والانانية والتخلي عن الاخلاق الدينية والانسانية .
منذ عهد الرئيس المخلوع وجد الفاسدون فرصتهم الذهبية حيث كان راضيا عنهم بل ساعدهم على تحصين أنفسهم من خلال انخراطهم في المشهد السياسي وفرض قواعد لعبة الفساد حتى باتوا عرابين لأحزاب ومنظمات حقوقية كما استطاع رجال الأعمال تحقيق اختراق كبير في حركات الاحتجاجات التي مرت على البلد بل وصار بعضهم من قيادات ما سمي بثورة 2011 م بالإضافة الى مواقعهم عدد من الأحزاب.
من المؤسف في ظل الظروف التي تمر بها البلد حروب و دمار و أوبئة تقتل المئات بل آلاف المواطنين وأسر يقتلها الفقر و الحاجة وتجد هؤلاء الفاسدين ينتقلون من موقع لآخر في سلطة الشرعية و هم يعرفون انهم ليسوا اهلا لها بل و يسيطرون على حقوق المساكين من الجنود وأُسر الشهداء بل ويتقاسمون الوظائف العامة في إطار أسرهم و أنسابهم و وفقا للمحاصصة المتفق عليها من الفاسدين والا ماذا يعني تعيين أناس في وظائف وهم لا يعرفون حتى أين تقع مكاتب تلك الوظائف و تعيين آخرين في مناصب مسؤولة عن أمور الناس في محافظاتهم و وزاراتهم وهم يتنقلون بين القاهرة و اسطنبول والرياض ويتقاضون رواتبهم مع العلاوات وهناك آلاف الموظفين مرت عليه شهور لم يستلموا ريالا واحدا.
النصر لن يأتي على أيدي هولاء ولهذا نقول إننا أمام مشهد واحد وهو إدارة الحرب لاطول فترة ممكنة من اجل التمكين المادي وزيادة رؤوس أموالهم ولا غير ذلك.