ما بعد الانقلاب الرابع للشرعية !

2017-07-08 21:55

 

حشرت الشرعية في زاوية لا تحسد عليها ، الانقلاب الأول للانتهازيين من الأحزاب اليمنية وعلى رأسهم إخوان اليمن كان على ثورة شباب صنعاء ، لقد سعوا عنوة وحولوا قضية الشعب هناك من ثورة إلى أزمة سياسيه ، واعطوا صالح حصانة ، وتقاسموا معه المقاعد الوزارية ، ركبوا رجال الشرعية الموجة ، ضنوا متوهمين بضعف صالح ، صالح أكد أكثر من مره انه هيأ نفسه جيدا لمثل هذه اللحظة ، للشرعية أخطاء كثيرة كان أخطرها أنها لا تهتم إلا بتطلعات أفراد ، هؤلاء الأفراد على قطيعه مع الشعب وقواه الحية وقضاياه العادلة ، حقيقة لا يجهلها الناس أنهم أفراد موغلين منذ السابق في معانة الشعبين في الجنوب واليمن ، ويسعون إلى تأسيس مرحلة استعباد جديدة اخطر من سابقتها .

 

الانقلاب الثاني للشرعية يتمحور في (فوضناك يا هادي) الذي أختصر مراحل الاختلاف في حوار صنعاء بحلول تثير الخلاف وتعمق الاختلاف وتجذر للمشاكل ، نستغرب عزوف مسامع الشرعية عن السماع للأصوات القوية للجنوبيين ، بل جعلت من القضية الجنوبية قضية تسير بالتساوي مع قضية تهامة اليمنية أو قضية زواج القاصرات ، قضيه حقوقيه وناقصة الحل أيضا ، الشرعية اختارت من يدافع عن الجنوبيين واعتمد هادي كثير من المكونات الجنوبية وتم قولبتها لتتجه نحو ما رسم لها ، وخرج الملايين من الجنوبيين رافضين ذلك إلا أن الشرعية صمت آذانها وقهقهت كثيرا ، وهذا الأمر لا يخرج عن انقلاب هادي وشرعيته الثاني على الجنوب .

 

الانقلاب الثالث حشر القوة الضاربة في عمق اليمن- الحوثيين - بسلالتها ومعتقدها وقوتها وتأريخ حكمها في تقسيم إداري يجعلها غير قادرة على التنفس حد الشلل التام ، واستبعدت عن خارطتها وجغرافيتها وعزلت في خارطة جغرافية ضيقه بلا منافذ ، الانتهازيين الجدد بهذا التقسيم ضنوا أنهم سيصلون رأس هرم الحكم وإشباع عقيدة النهب والتسلط المتأصلة فيهم ، ضنوا الانتهازيين من شرعية صنعاء أنهم قد أزاحوا القوة الحقيقية من على الأرض ، حتى جاء موعد الدستور الذي كان هو في الأصل شرارة الحرب ، الدستور لن يرفع إلا المقاصل والتي عليها ستتطاير رؤوس أنصار الله وأنصار صالح وأنصار الحراك الجنوبي .

 

تؤسس الشرعية اليوم للانقلاب الرابع والموجه نحوا التحالف العربي ،من خلال الهجمة الإعلامية الشرسة التي قد تقاطع في أداءها كل من الشرعيين والانقلابيين واتهامهم التحالف العربي بالمحتل حد تصريح كبار كتابهم بان الخطاء الأكبر للشرعية أنها استعانت بالسعودية ، وان تناغم عمل الإمارات مع السعودية في اليمن تقسيمي بامتياز ليبلغ ذروته تصريح رأس حكومة الشرعية إن صالح والحوثي على بعد 150 كيلو من الجنوب أن لم يسلموا الجنوبيين أرضهم للشرعية ويعيشوا تحت ضلالهم الوارفة .

 

في كل المراحل الانقلابية الأربع كان الرأس المدبر والممول وصاحب الحماية هم الأحمر حميد ومحسن وحزبهما الإصلاح وحلفاءهم وامتداد خارجي داعم بداء يتكشف اليوم بوضوح وبلا خجل ، وفي كل المراحل جنودها غيرهم والدماء ليست دماءهم والوطن وطنهم و الأرض ملكهم بل أن حلمهم أكبر يصل إلى ما ذهب إليه بعض من شعبهم أن المريخ أيضا لهم .

 

ليس أمام الشرعية ما بعد الانقلابات الأربعة ضد كل من شباب ألجامعه في صنعاء ، وضد القضية الجنوبية ، وضد قضية صعده وصولا إلى تأسيس انقلاب مخملي ضد التحالف رغم وان أعناقهم تحت قبضته الحديدية ، ليس أمام الشرعية إلا الإذعان لحجمها الحقيقي في صنعاء وعدن اليوم ، لا خيار أمام هادي وشرعيته إلا إسقاط صنعاء بشرف ، ولا خيار أمام هادي وشرعيته إلا ترك العبث على المناطق المحررة ، هذه الحالتين أوصلت الدول الراعية للملف اليمني إلى قناعه أن الشرعية أكثر ضرر على الاستقرار في المناطق المحررة وبلا جدوى في المناطق المطلوب أن تتحرر .

 

في صنعاء لا مكان للشرعية وفي الجنوب لا مكان للشرعية وهذه حقيقة تستند لمعطيات في الواقع ملحوظة كرابعة النهار ، إلا أن الهزات العنيفة التي أحدثتها الشرعية بمجمل مؤامراتها ودهاء من سيرها أعادت ترتيب الأشياء إلى مواقعها الحقيقية التي يجب أن يكون فيه الجنوب جنوبا واليمن يمنا ، الحرب أفرزت واقع جديد وخارطة جغرافية تنحت اليوم بدماء المقاومة على مستوى الجنوب أو على مستوى اليمن لتتشكل إثرها قناعة إقليميه ودولية في استحالة تعايش واستقرار الجنوب واليمن بصيغة مخرجات صنعاء ، ولن يترك الجنوب فريسة دون حماية من انقضاض الانقلابيين وان تحالفوا معهم الشرعيين بحسب التسريبات ، كون الجنوب ليس حزب أو جماعه أو فئة أنها الأرض التي ينبت عليها الاستقرار أو تخرج منها الفوضى أللا متوقفة .