أمضيت ساعات طويله متوترلأستمتع بقراءة رواية (سوق علي محسن ) للكاتبه المبدعه ناديه الكوكباني .
الكتاب من عنوانه كما هو المثل الدارج وناديه برعت في استدراجنا الى منجزها الروائي من خلال العنوان ثم ان المآلات المحزنه لاحلام وامال بعض ابطال الروايه مثل يونس المحويتي ومهدي الريمي ربما غير متخيله بل حقيقيه وهؤلاء وغيرهم من ابطال الروايه هم من البسطاء اللذين يعملون في مهن متواضعه في سوق علي محسن الاحمر المعروف في صنعاء .
كان عملاق الروايه العربيه "نجيب محفوظ" قد عنون لبعض اعماله باسماء أمكنة مرتبطة باشخاص مثل (خان الخليلي) (قصر الشوق ) وغيرها لكن لكن ملايين القراء اللذين اطلعوا على هذه الاعمال لم يداخلهم السؤال عن الشريف الخليلي مؤسس سوق خان الخليلي قبل 600 سنه ولم يخطر ببال احد السؤال عن الملكه شوق التي ينسب لها قصر شوق في زمن شجرة الدر بل أن القاريء لهذه الاعمال حين يمضي مع التفاصيل قد ينسى العنوان او لم يعد له اهميه وقد جربت مع روايات محفوظ وغيره .. الامع ناديه ورواية (سوق علي محسن) اشهد انني تلويت في عذاب ابطال الروايه طوال صفحات فصولها الاربعه ولم يفارق مخيلتي اسم علي محسن كجزء كبير واساسي من عذابات وآلام أبطالها .
علي محسن رمز كبير من رموز الفساد والنهب وهو رجل اختزل الوطن واختصره وحوله الى سوق للكسب والفيد وكل الاعمال الخسيسه .. وناديه الكوكباني لم تتجاوز الواقع في روايتها ابتداء بالعنوان ومرور باحلام الفتى الصغير يونس بامتلاك مجموعة من الكتاكيت الملونه تخرج من الاقفاص وحين تحقق حلمه وخرجت الكتاكيت من الاقفاص اصطدمت بجدار أماتها وتحولت أمامه الى كوم محزن تماما كما اصطدم الانقياء والاطهار من شباب الثوره بالاعيب وحيل علي محسن والساسة وماتوا وماتت احلامهم .
*- بيحان القصاب – شبوه