بسم الله الرحمن الرحيم
مسيرات الاعتذار للجنوب باليمن بين الاستهبال والاستغفال
المقدمة :-
صرنا نرى ونشاهد خلال هذه الأيام مسيرات يمنية شعبية تنظم من قبل جماعات ومؤسسات مدنية وحضرية يمنية متنوعة بعدة مدن من اليمن لا حضور أو حضوة رسمية لها بل هي مغطاة أيضا من قبل مؤسسات حوثية وغيرها وهم مشكورين أن كانوا يقصدون ذلك فعلا وأن كانوا يذرون الرماد فالجنوب يدرك ذلك قبل ثورته الجنوبية التحررية فإلي اليوم لم نرى أو نشاهد مسئولا رسميا أو من قبل مؤسسات الحرب اليمنية وهم الموقعين على المبادرة الخليجية وهم الذين قادوا الحرب على الجنوب ولازالوا يمارسون القتل والدمار والنهب للجنوب ومن قال أو نادى للخروج لنصرة الجنوبيين عليه بالقول لبيوت الصراع اليمني ولكن حتى يظهر ذلك ونرى مدى تأثير تلك المسيرات التي قادت ثورة على المخلوع .
جدوى الاعتذار اليمني للجنوبيين :-
1- عادة يكون القول مقرون بالفعل ومن لم يستطع خدمة نفسه وثورته لا ترجى منه خدمه أحد فالأولى به خدمة نفسه وأهله ولكن نقول ربما بهذا يخلقون حالة من الوعي الثقافي لليمني لتزيد من حالة إحباط همم عساكرهم المحبطة ببلدنا وهي مصلحتنا الوحيدة فعساكرهم لازالت تمارس سياسة القتل والموت وتقطيع أوصال بلادنا الجنوب المحتل بنقاط عساكرهم التي تدوس كل المثل والأخلاقيات الإنسانية فتعيث بنا وببلادنا الدمار وتفرض أحكامها العسكرية بصيغ المحتل فهي تحبس وتحاكم ثوارنا في محاكمها العسكرية فقد حضرنا شخصيا محاكمات لنا(وشفت بعيني الممارسات والصيغ وما حد قال لي فهي مؤسسات مستعمر عسكري بغيض يحتل أرضنا وبها يسعون لتقويض همتنا الثورية) فبها رئيس النيابة العقيد الماوري والقاضي العقيد العواضي بالمحكمة الجزائية بحضرموت بديس المكلا وملفاتنا محفوظة بها وكذا الضمانات التجارية التي أطلق سرانا بها فادعوا بمسيراتكم لسحب عساكركم وكل عقيد وضابط وصف ضابط وكل جنودكم إن كنتم صادقين.
2- كان الأجدر بهم أن يطالبوا حكومتهم اليوم قبل غدا وعبر مسيراتهم ليزيدوا من حجم الضغط على حكومتهم ومراكز القوى من زعماء العصابات بسحب كل جنودهم من الجنوب حقنا لدماء الجنوبيين المراقة فموتنا ونهب ثروتنا محمية ببنادق أبناءكم اليمنيون وهم حملة بنادق الموت والقتل لنا نحن الجنوبيون عامة وليحافظوا على أبسط حقوق الجيرة وبذلك يكونوا قد خطوتم خطوة مقبولة كمؤسسات يمنية لتبرئة الذمة من المشاركة مع عصابات الموت والنهب بجنوبنا ولو أنها جاءت متأخرة ولكنها لبنة متأخرة في بناء مستقبل علاقات فيما بيننا نحن الجنوب الحضرمي .
الخلاصة :-
1- إن الثورة اليمنية نحن نراها أنها الثورة التي فرضت على المخلوع(صالح كما يسمونه)الشراكة والعمل التوافقي والوصاية الإقليمية والدولية وهو ما نجحت فيه وفشلت في كل أهدافها فلن يتحول المجتمع اليمني إلي مجتمع حضري مدني وهناك قوى ضخمة بإمكانات مالية ومادية بأذرع ضاربة وقاعدة راسخة في العقل اليمني لمؤسسات القبيلة الضامنة والقادرة على إفشال أي مشروع يمني جنوبي فمشروعنا الجنوبي التحرري لا توافق عليه ولا حلول وسط مطلبنا فالحرية مطلبنا وطرد المحتلين مقصدنا ولكننا نتعشم من تلك المسيرات فرض الاعتذار للجنوبيين فليس هذا مطمح لنا أو مكسب نسعى له .
2- لا شك إن ثورتنا لا نخاف عليها فهي منتصرة حتما فنحن شعب نملك من الموروث المشع والحضاري القائم على العمل المؤسسي الحضري والمدني فكل مؤسساتنا هي مؤسسات مجتمع مدني في كل مفاصل ثورتنا فلا قبيلي مؤثر قادر على فرملة ثورتنا أو حرف مسارها ولا أحزاب جذورها ممسك بها شيخ قبيلة أو زعيم عصابة.
3- إن ثورتنا الجنوبية هي مصلحة شعب وهي مستقبل أجيالنا ولها ننتمي وولائنا لها لوحدها بها عزنا وهي ثورة ثقافية ينتمي لها كل ثوار الحراك فهي ثورة دفاع عن الهوية محكومة بصراعنا الثقافي المستمد والمستلهم من ثقافة شعب نشر الدين الإسلامي بمنهاجه السمح لنصف مليار مسلم ببقاع العالم وحوارات الطرشان العبثية لسنا جزء منها فثورتنا ثورة حاسمة لا توسط بها ولا يوجد لدينا باعة أو سماسرة للتوافق ونحن نقول من يمثلنا وممثلينا هم العاملين على طرد المستعمر اليمني من بلادنا الجنوب وممثلي ثورتنا الجنوبية المنصورة لا شك أنهم ثوار فلا موظفين بثورتنا أو تجار قضية.
أحمد سالم بلفقيه
السبت 9/3/2013م
تريم / حضرموت