واحدة من الصور الجميلة التي عشناها ابان النظام الذي كان سائدا في الجنوب قبل الوحدة اليمنية المشؤمة،والتي لا تزال مطبوعة في الذاكرة..هي صورة الشارع صباح كل يوم عمل ودراسة..جموع حاشدة من شتى الاعمار كل ذاهب الى وجهته.
اطفال الروضة والابتدائية والاعدادية والثانوية ذاهبون الى مدارسهم.طلاب الجامعات تقلهم وسائل نقل مجانية الى كلياتهم وفي نهاية كل شهر يستلم كل طالب ٣٠٠ شلن المنحة المالية التي كانت الدولة تدفعها لكل طالب جامعي.اما الموظفين والموظفات والعاملات والعاملين فحدث ولا حرج.زرافات زرافات ذاهبون الى شتى القطاعات الانتاجية و الصناعية والخدمية في كافة فروع الاقتصاد الوطني الحكومي والعام والتعاوني والخاص وايضا تقلهم مركبات تابعة لمرافقهم ومجانا.
لا يوجد انسان بلا عمل او لا يدرس ..العمل والدراسة الزامي على كل قادر او قادرة على العمل
والدراسة والتطبيب مجانيتان.
من الامثلة التي استوقفتني واضربها للناس دائما.هو ان البحار البسيط في قطاع الاسماك عندما كان يعمل في احدى قوارب الاصطياد في رحلة اصطياد تمتد في كثير من الاحيان ما بين شهر الى ثلاثة اشهر..كانت مؤسسة الاصطياد المعنية تتكفل باكله وشرابة على حساب الدولة...وبعد العودة من رحلة الاصطياد يذهب ذلك البحار البسيط الى امين الصندوق ويستلمها( رزم..رزم)
وهي عبارة عن رواتب وحوافز وعمل اضافي..فيتجاوز دخل ذلك البحار البسيط راتب نائب الوزير الاخ والاستاذ العزيز
( عبدالوهاب شرف ) الله يشفيه ويطول في عمره.هذا بالنسبة للبحار فما بالكم بمشرف البحارة والمهندسين وربابنة القوارب.
امثلة كثيرة لا يتسع المجال لسردها كانت تجسد فعلا مبدأ العدالة الاجتماعية.
ماذا حدث بعد الوحدة وحرب صيف ١٩٩٤ المشؤمتين.قامت عصابات صنعاء بنهب وتدمير كل مؤسسات الدولة والكل يعرف ما حدث في هذا المجال.
تحولت تلك الصور الجميلة الى مأساة .الاف العاملين والكوادر والمختصين تم طردهم الى الشوارع وسعداء الحظ من تحول كعمالة فائضة بأجر زهيد.
اما كبار الاختصاصيين والخبرات فقد ارسلوا الى منازلهم ضمن جيش خليك في البيت.
امر مرعب ياجماعة...تخرج اليوم الى الشارع فتجدها خاوية على عروشها ..شعب باكملة نائم عدى قلة قليلة من الموظفين.
هكذا ارادتها عصابات صنعاء وعلى رأسهم عفاش..اعطوا الجنوبيين الفتات ودعوهم ينامون.
لكننا اليوم تحررنا..نحن شعب يتجاوز الخمسة مليون نسمة
ولا تزال السلطة الشرعية تتعامل معنا بنفس نظام وثقافة العربية اليمنية..فما الذي يجبرنا على قبول هذا الوضع..
اظن ان الشعب ينبغي ان يتحرك
اغلقوا اذانكم عن بعض الاصوات التي تقول ..مش وقته،او ان عفاش بايستغل تحرك الشارع،او ان ذلك سوف يتعارض مع استراتيجيات الشرعية والتحالف
مع اننا لم نلمس لا تكتيك ولا استراتيجية من هذين الطرفين.
لا نريد ان نخرج من اجل الكهرباء فقط..نريد ان نخرج من اجل كهرباء الجنوب وماء الجنوب وخدمات الجنوب ورواتب الجنوب..نرفع شعارات واضحة تصفع كل الاعداء والخونة ولا تسيئ لا لعيدروس ولا لشلال ولا لابن بريك ولا للبحسني ولا للبقية،شعارات واضحة وسلمية لا فيها خلط اوراق ولا ارباك للشرعية او التحالف.ان على ثقة ان هادي ما بايزعل بالعكس سوف نمدة بطاقات ايجابية اهم شيئ لا تسبوا له او تنكتوا علية
وعقبال الجنوب على الجميع