▪عندما قبلنا المنصب كنت اعتقد اننا سنسقط الجنوب من الداخل .. كنت اعتقد ان الفرصة حانت لبناء الجنوب على طريق حريته واستقلاله .. ولكني اليوم عرفت ان النضال من داخل السلطة هو اصعب من النضال من بين صفوف الشعب ولكن علينا ان نستمر في النضال من داخل الاثنين ..
▪عرفت ان السلطة في وطني يمكن ان تكون الرابط الاقوى بين الاحرار لنيل الاستقلال ، ويمكن ان تكون عبارة عن مكتب صغير للمقاولات والكسب الحرام .. ولكني ما زلت متمسكاً بان النضال الذي لا يزرع السلام سواء جاء من داخل السلطة ام من بين صفوف الشعب هو نضال يؤسس لصراع قادم ..
▪اذا استمر الحال على الوضع الراهن فلا يجوز أن نتوقع أن الناس ستواصل دفع فواتير الكهرباء او الماء او دفع الضرائب إلى سلطة ليست مسؤولة أمامهم. ولا يجوز أن يتوقع من الشباب الذين يعيشون في فقر وجوع أن لا يتوجهون شطر اي جهة لتأمين حياتهم ... فالموظف البسيط يكد في مؤسسته، مقابل أجور زهيدة ... وبعض المسئولين مع الاسف يتقاسمون الموارد كما تتقاسم الوحوش "الأرنبة" ونحن لم نأت لنواصل إفقار الفقراء وإغناء من ينهب مواردنا ودمائنا؟ أولئك الذين يحرموننا من حق بناء دولتنا بحيث نعيش ونتعايش فيها جميعاً؟!....
▪إن أي سياسي جدي يدرك أنه في ظل الظروف الحالية وفي وضع كوضعنا هذا ، لن يكون النصر فيه الا من خلال الربط بين من قد وصلوا الى السلطات المحلية الجنوبية والشرعية وبين الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية . إن لدي الجانبين برنامجاً مُهما ينتظرهم ان كانوا صادقين، ومن المهم إنجازه جدياً ودون أي تأخير.
▪وقد اخترت هذا المسار الأخير، وهو مسار أصعب محفوف بمخاطر ومشاق تهون السجون التي دخلناها ايام الاحتلال العسكري والامني للجنوب أمامها. ونحن اخترنا التكليف لهذا المنصب المتواضع ولكننا ايضاً اخترناه ليصبح جزء من نضالنا الوطني الجنوبي. وبات لزاماً علي أن نعمل من اجل بناء دولتنا القادمة باذن الله ولن نتخلى عن مسيرة الخمسين الف شهيد وجريح ومعتقل. إني سأكافح ضد بقايا الاحتلال بجانبكم، واطمئنوا ان "اغلب الجنوبيين في الشرعية " كانت أفئدتهم مع الحراك الجنوبي السلمي وعلينا ان نتعاون معهم في سعيهم الى بناء الجنوب ، حتى نزرع السلام في الجنوب.