ثوار ومقاومة الفيد لا يمكن ان يبنوا وطنا محترما

2016-12-25 03:33

 

اود في البداية ان اشير الى ملاحظة هامة وهي ان اي حديث يصدر عني حول بعض الظواهر السلبية في الثورة والمقاومة الجنوبية لا ينبغي تفسيرها انها محاولات للتشويه... فالثورة والمقاومة الجنوبية عندي هي فكر وثقافة وسلوك نظري وعملي كفاحي يعتنقه الملايين من ابناء شعب الجنوب ولم يعد محصورا على مجموعة ما او مكون ما.

 

شخصيا لم افهم مفردة وثقافة الفيد على نطاق واسع الا بعد حرب صيف 1994 بعد اجتياح الشمال المتخلف للجنوب وقيام الاحتلال اليمني بكل مكوناته بنهب العام والخاص الجنوبي.وفيما بعد وعلى مدى اكثر من عقدين اصبحت ظاهرة الفيد والتي هي مكون اساسي من ثقافة العربية اليمنية اصبحت واحدة من تجليات الغزو الثقافي للجنوب.

 

لقد مثل الحراك الجنوبي في بداياتة ظاهرة ثورية وكفاحية راقية في حياة الشعب الجنوبي...وعند تلك البدايات كان مجرد انتماء اي جنوبي للحراك الجنوبي تعتبر من اكبر المخاطر بسبب الالة القمعية الهمجية للاحتلال اليمني...بل كان مجرد قيام اي جنوبي بكتابة كلمة الجنوب او برسم علم الجنوب على الجدران او بتسجيل اغنية وطنية لعبود في الجوال وترديدها بطولة لا تضاهيها بطولة.

 

وعلى مر الزمن...كبر الحراك الجنوبي واتسعت معه المشاركة الشعبية لشعب كان ينتظر مجرد الفتيل لينفجر...ورفعت اعلام الجنوب فوق كل شبر من اراضي الجنوب.

 

هنا بدأ الاحتلال بممارسة سياسة الاختراق للحراك

الاحتلال بكل مكوناتة العسكرية والحزبية والثقافية وغيرها...وحتما بدأ المال السياسي بالتدفق...وبدأت الانشقاقات في الحراك وظاهرة تناسخ المكونات الجنوبية وكل يرفع لواء الحرية والاستقلال..وشيئا فشيئا رأينا (ثوار) و (ثائرات) لا يملكون الحد الادنى من الثقافة والفكر السياسي ينصبون انفسهم قادة للملايين ورأينا التسابق على المنصات والميكرفونات وذهب العديد ممن ادعوا الثورية الى بيروت وظهروا في مقابلات عديدة في قناة عدن لايف...لنكتشف اثناء حرب ربيع 2015 انهم كانوا مندسين في الثورة .

 

انسحب الكثير من المثقفين والسياسيين من الساحات...لكن الشعب الجنوبي ضل في الميادين غير عابئا بتلك الاختراقات وهو علم بحجمها وشخوصها.. وبفضل ذلك الصمود الشعبي الكفاحي اكتسبت الثورة حالة نوعية وكمية فريدة في تاريخ الثورات كتطور حتمي وموضوعي لجملة التراكمات التي تحققت.

وبذلك أسست الثورة الجنوبية الشعبية الاساس النظري الفكري للمقاومة الجنوبية فمع بداية الغزو اليمني الثاني للجنوب في حرب ربيع 2015... ظهرت تجليات ذلك الاساس النظري الكفاحي في شكل المقاومة الجنوبية لصد العدوان وتحرير الوطن وتحقيق الانتصار الجنوبي الكبير وفي سبيل ذلك قدم شعب الجنوب اغلى وخيرة ابنائه شهداء وجرحى.

 

وفي غمرة المعارك والصمود الاسطوري ظهرت مجددا فئة قليلة من الاشخاص بعضهم شارك في المقاومة وبعضهم وصل متأخرا بعد التحرير...ظهروا يمارسون ثقافة الفيد والتكسب وسط استنكار شعبي واسع لهذا السلوك...

 

تريدون الحقيقة...هؤلاء هم جزء اصيل من جوقة حقيرة هي من تضاعف ألامنا ووجعنا على شهداء وجرحى الجنوب الطاهرين....

ظاهرة مخزية هي ظاهرة الفيد لا تتصل بثقافة شعب الجنوب ..

على الجميع محاربتها واجتثاثها وعلى القادم من القيادة والتنظيم الذي سوف يتحمل مسؤلية اعادة بناء الجنوب...عليهم اعادة تأهيل هؤلاء الاشخاص وربطهم بقضايا الوطن .

فثوار ومقاومة الفيد لا يمكن ان يبنوا وطنا محترما