تتنوع وسائل وقنوات أي مرحلة، وفق الوضع التي تظهر به، والصورة التي تتشكل فيها كل مرحلة، حيث تتعدد المراحل وتتغير، وقد تحمل بعض المراحل اجزاء متشابهة من الصورة.
ورغم تعدد المراحل التي شهدناها، ودخولنا في مرحلة جديدة، بدأت مع اطلاق صنعاء اول رصاصة معلنة حربها الهمجية على الجنوب، وتوجهها لغزوه وتجديد احتلاله، دون رادع او تفكير بما اقدمت عليه، الا ان المرحلة الحالية رحلت معها قضايا ومشاكل جوهرية وفرعية، وباتت حبلى بها، وغير قادرة على التخلص من المشهد اليوم الا بالتخلص من تلك القضايا والمشاكل القديمة.
( القضية الجنوبية) هي جوهر كل القضايا والمشاكل في اليمن، والجنوب، بكونها قضية ( محورية) لا يمكن القفز عليها، او الغائها، لما لها من إرتباط جذري بجوهر الصراع المستمر منذ توقيع ما سميت ( الوحدة اليمنية وما بعدها من حرب 94 وتحول الوحدة الى احتلال من قبل الشمال لدولة الجنوب).
كما لا يمكن بأي حال من الاحوال القفز فوق القضايا الجوهرية، غير ان المرحلة الحالية لها اولوياتها لنتيجة لما آلت اليه الأوضاع، واستمرار الحرب في الشمال وفي الجنوب، سواء مع مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، او مع الجماعات الارهابية والخلايا في الجنوب او في الحدود بين الجنوب والشمال.
وفي اليمن يشكل المشهد صوراً واضحة ومتدرجة، تبدأ بالقضية الجنوبية كقضية محورية، ومن ثم قضايا الشمال والصراع على الحكم، وقضايا الجنوب وإعادة بناءه، ثم تأتي في اسفل الصور تلك الصور، قضايا فرعية متعددة.
اما المرحلة الحالية فلها مشهدا وصوراً، عديدة، واولويات قصوى، لا يمكن ان يتم الخروج منها إلا بانجاز تلك الاولويات ويمكن لنا ذكرها كالاتي: -
- الحرب وكيفية ايقافها بشكل دائم.
- الوصول الى صيغة سياسية انتقالية تضمن الخروج من المرحلة الراهنة.
وعقب ايقاف الحرب، وانهاء حالة الصراع، عبر الصيغة الانتقالية، يجب ان يتم الانتقال الى مربع الخوض في صميم القضايا الجوهرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية، ووضع حل لها لما يتوافق والواقع الذي انتجته التطورات والاحداث وتلبية تطلعات شعب الجنوب، وما لم يتم ذلك، من خلا عمل حل متقدم، فإن لا شيء سيتغير، وقد ينشأ نزاعا او حربا جديدة بين الشمال والجنوب، وتعود بالأمور الى المربع الأول شمالاً وجنوباً.
ان القضية الجنوبية، تتعرض اليوم لتهميش متعمد، مثلما تعرضت سابقاً، ومن خلال ذلك لن يجد لا مجتمع دولي ولا امم متحدة ولا تحالف عربي وشرعية، اي مخرج ما لم يتم النظر بجدية لمحورية القضية الجنوبية.
وما لم تكن المحورية اساس الحل في قضايا اليمن، فلن تزداد الامم المتحدة الا فشلا، وكل من التحالف والشرعية الا تورطاً في صراعات لا طائل لها..
اما الجنوب، فيستطيع اليوم، بما لدى شعبه من ارادة، ان يغير مجرى الامور بشكل خطير، إذا ما اصر الجميع على الغاء الجنوب والقفز على قضيته .