لإنعاش ذاكرة الجنوبيين* (2-4)

2016-08-17 05:30

 

1-    ان حرب 2015، والتي ماتزال مستمرة، كانت لحظة فارقة في تاريخ الجنوب... مابين هزيمة مدوية في 7 يوليو 1994، تمثل اكبر فاجعة في تاريخنا القديم والحديث... ومابين تحقيق إنتصار بطعم الهزيمة، وبالتالي فإن هذه الحرب التي جرت على أرض الجنوب في عدن/ لحج/ الضالع/ أبين/ شبوة/ حضرموت، تعتبر الحد الفاصل بين الحق والباطل، بين الحرية والعبودية، بين الكرامة والمهانة...

فقد غيرت الموازين العسكرية الاستراتيجية والحسابات السياسية المحلية والإقليميه والدولية، خصوصا معارك عدن التي أشترك فيها كل أبناء الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، ومن سقطرى جنوباً الى  الضالع شمالاً، وكان الابطال المقاتلين من تلك المحافظات هم السند والمدد لأبناء عدن الأشياء الاشاوس، في الصمود والثبات والانتصار مع تدخل قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية الأخرى المشاركة في عاصفة الحزم، التي اشتركت في القتال جنبا الى جنب مع المقاومة الجنوبية وكل الاشكال والوحدات العسكرية والتنظيمات السياسية في القتال تحت راية المقاومة الجنوبية.

 

2-    إن السؤال المطروح اليوم ليس من هو المقاتل الذي شارك؟ أو من هو غير المقاتل الذي لم يشارك؟ لان الذين قاتلوا وشاركوا واستشهدوا وجرحوا في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف الوطني الجنوبي، يعتبروا ذلك واجب وطني مقدس قاموا به بدون منيّة او مقابل !!! وإنما سؤال الوقت الكبير: الجنوب عاد للجنوبيين... وإستعدنا كرامتنا.. وعلى أبناء الجنوب أن يدركوا حجم مسؤوليتهم الوطنية بعد هذه الحرب، وأنها اختلفت... الكل مسؤولون... الكل محاسبون... أمام الله والوطن والشعب والتاريخ في هذه المرحلة العصيبة، ولايوجد أحد على رأسه ريشة.

 

3- علينا أن ندرك أن التعامل مع ركام الأيام والوقائع والأحداث التاريخية العاصفة، وما خلفت من مشاكل كبيرة ومعقدة منذ عام 1967، يحتاج إلى صبر وروح وطنية صادقة، تنفتح على الكل، وخاصة أنها تقع علينا جميعاً المسؤولية، ولا طرف جنوبي بريء، وحتى لا يكون الكلام مجرد حسرة وشكوى على مافقدناه من جراء الغزاة القدامى الجدد، تعالوا نعقد المقارنة بين ما فعله الإنجليز في الجنوب طيلة 129 عام؟ وما فعلته إسرائيل في فلسطين خلال 65 عام؟ وبين ما فعله نظام صنعاء في الجنوب خلال 20 عاما؟ الأمر متروك للكتاب الوطنيين الواقعيين، الذين يستطيعوا تنويرنا وإرشادنا، بالعقل والمنطق وليس بالعاطفة.

 

4- هل يوجد جنوبي قد احس بقيمته وآدميته كإنسان، إلا في وقت حرب 2015؟

هل يوجد جنوبي كان فخور بجنسيته بين جنسيات العالم، إلا في وقت حرب 2015؟

هل يوجد شعب من شعوب العالم او دولة من دول العالم احترم الجنوبيين او اعترف بنضالنا السلمي او قتالنا، إلا في وقت حرب 2015؟