صفحة من كتاب الوطن

2019-09-09 23:18

 

حين نحاول التفكير بالعقل والمنطق والعمل لصياغة دراسة موضوعية علمية عن الصعود والسقوط لتجربة الجنوب.. فإنه ومهما تعددت الأسباب والعوامل الداخلية والخارجية بين المقدمات والنتائج، نجد ان البدايات لا تصلح عوناً او شفيعاً لنا في معالجة اوضاعنا اليوم، وذلك بسبب الطريق الذي سلكته القيادات -القديمة والجديدة - ضد التاريخ، وعدم المراجعة التاريخية للتجربة، والكل يدرك اننا، كما قال الدكتور غالي شكري: "سمحنا للطحالب والأعشاب السامة الطافية فوق سطح الماء ان تسمم النهر كله"، وحين اكتشفنا الخطأ والخطايا لم نستطع تصحيحها في وقتها، ولم نسعى إلى تغييرها بل اكتفينا بتكريسها وتبرير شرعيتها، وتمادينا وأخذتنا العزة بالإثم بالعفلة (الثورية) مما جعل البعض من نفسه وصي وولي على الجنوب وشعبه باعتباره المؤهل وطنياً والقادر دون غيره على القيادة.

 

هكذا إحتمينا بقيادات قبلية، واستبدلناها بالوطن والوطنية، كما ان الذين هزمونا في الامس رفضوا دفع الفاتورة السياسية للحوار والتوافق الوطني، مثلما دفعنا الفاتورة السياسية كاملة بالصراعات والاقتتال الداخلي القبلي، مما جعلنا نؤثر استمرار الصرعات على الحوار والتوافق، وها نحن اليوم - وبعد مرور اكثر من نصف قرن - نعيش نتاج ما إرتكبته تلك القيادات على نفسها وعلى الوطن... الجميع هاربين الى الامام من الهزائم بمزيد من الصراعات القبلية، ولا احد يرغب بفتح صفحة الماضي لمعرفة السبب والمسبب ومن ورطنا وفرط في حقوق الجنوب، ورهنا بالامس واليوم في تحالفات سياسية غير وطنية.. واليوم مشردين داخل الوطن وخارجة.

 

فمن هو المسؤول عن هذه المصائب التي حلت بالجنوب بشكل عام وعدن بشكل خاص؟ وكما يبدو سجلت بفعل فاعل.

 

يارب سترك وعفوك ورضاك...

 

*- بقلم العقيد المهزوم : عوض علي حيدرة