الجنوب لم يكن يوماً وطناً للجميع

2019-12-22 07:40

 

بقلم : العقيد المهزوم عوض علي حيدرة

‏1- التاريخ ليس وسيطاً وطنيا او قبلياً، لمن يرفضوا أن يفهموا أو يجهلوا أو يتجاهلوا التاريخ والسياسة والثقافة من الجنوبيين، وبالتالي لم نجد من القيادات القديمة والجديدة، وبعد ‫نصف قرن مطرز بالصراعات والاقتتال الأهلي المناطقي، من يرغب أن يقف بتجرد أمام الله ثم أمام الوطن والشعب و أمام نفسه، ويفكر ويدرس - بالعقل والحكمة - عن الأسباب والعوامل التاريخية الموضوعية، التي فرضت علينا – كـ جنوبيين - الاستقالة من العقل والسياسة وعدم التصالح مع التاريخ وقبول بعضنا بعضا، ‏للعيش المشترك في سلام ووئام في وطننا المشترك، حيث صار كل طرف يستقوي بطرف خارجي في الماضي والحاضر ضد بعضنا بعضا، ‏وبعنّا واشترينا وفرطنا في الوطن ومازال العداد يحسب.

 

2- إذن - ‏الجنوب العربي غارق في دمه، وحكمت علينا الاقدار في الجنوب أن نموت بلا رحمة أو كرامة، الأمر الذي أدى الى أن القيادات التي كانت في الأمس نجوم المرحلة، صارت من ضحاياها، والذي بقي منهم على قيد الحياة مشرد - اضطراراً او اختياراً - خارج الوطن، وتركوا شعب الجنوب فريسة للأخرين، في ظمأ رؤية ‏الحياة الطبيعية ليعيش في امن واستقرار، مما جعل الجنوب لم يكن يوما وطن للجميع.

 

‏3- الأيام دول.. تأخذ وتعطي، وتبكي وتضحك، هناك خطر يتفوق علينا ويتحكم فينا من أنفسنا، بعد ما اغلق الجنوبيين أبواب الرحمة والشفقة، كونهم غير قادرين أن يستوعبوا وبعضهم البعض، حتى نظرية المؤامرة - كمفهوم أو مصطلح - قد عجزت عن تفسير المؤامرة، بل أعلنت براءتها من افعال القيادات الجنوبية.

 

4- ‏اليوم وضع الجنوب يشبه وضع القبارصة اليونانيين القبارصة الأتراك.. ولم يعد شيء حقيقي قائم في الجنوب سوى الريال السعودي والدرهم الإماراتي، وجبل شمسان  منتصباً في الأفق ومن فوقه قبة السماء المرصعة بالنجوم كشاهد وحيد على افعالنا وممارساتنا اللا وطنية و اللاأخلاقية و اللا دينية تجاه بعضنا البعض.

 

5- لا جنوب دون توازن وطني سياسي وعسكري يراعى فيه معيار المساحة وعدد السكان والثروة والتاريخ بين محافظات الجنوب الست، بعيداً عن الماضي وعلاقاته وتحالفاته وعقليّاته، ليصبح الجنوب وللمرة الأولى وطناً للجميع..

 

فكروا تعقلوا... ماذا يجري في العراق وسوريا وليبيا والسودان والجزائر ولبنان.