يكاد يكون الشمال كله جبهة واحدة، ويودون أن نركع أو يحترق كل الجنوب ،وهذا أمر ندركه ،ولا ننتظر منهم عكسه ،ولكن ما يثير سخطنا مواقف بعض الجنوبيين التي لا نجد فيها ذرة إحساس أو شئ يستحق الاحترام ،وتشعرنا بالحاجة إلى البصق على وجوههم!..
الجنوبيون الذين في سلطة الشمال حسموا أمرهم،واختاروا (صنعاء) وطناً،و(عفاش)زعيماً،وهؤلاء خطرهم محدود على الجنوب ،ولكن المصيبة في المسؤولين الجنوبيين المحسوبين على الشرعية أولاً ،وعلى سلطة (عدن)ثانياً ،والذين مازالت تحركهم خيوط (صنعاء) ،وشغالين بنظام (الشرحتين)،ففي الصباح الشريحة جنوبية ،والرنة صوت الربان (عبود خواجة)،وفي الليل الشريحة شمالية ،ويتم ضبط مواقفهم على الوضع (هزاز)!..
سنة تقريباً مرت على تحرير (عدن)،ومازالت كثير من مفاصل سلطتها تحت احتلال عناصر من بقايا نظام (عفاش)،وينخر فسادهم في لحمها،وعظمها ،فإذا بحثت ستجد بأن كل قطاع فاشل في (عدن) خلفه وكيل سمسار،وكل مرفق معطل على رأسه فاسد ،وكل منشأة مخربة المسؤول عليها سارق ،وكل معسكر خاوي قائده مقاول،و(هبار)!..
معظم المسؤولين في محافظة (عدن)، كانوا وكلاء أو مدراء فروع مكاتب الوزارات،والمؤسسات الحكومية من تركة ،وارث نظام (عفاش)،وأحزابه ،وكلنا يعلم السياسة التي كان يتم على أساسها اختيار الأشخاص للمناصب ،فأول شروط المسؤولية ان تكون سيرتك فاسدة ،وصفحتك مشبوهة ،ومطعون في أخلاقك،ونزاهتك،وذمتك رخيصة،وإذا اتقنت دور (ارجوز) أرتفعت أسهمك في السلطة !..أما أهم الشروط فهو ان يكون إيمانك بالجنوب ،وقضيته ،وحقوق شعبه ضعيف جداً ،وكلما زاد كفرك بالحراك الجنوبي كبر حجم منصبك!..
قد تكون ذاكرتنا قصيرة،ولكن من الصعب أن ننسى أيام الحرب الأولى ،ففي ذروة الأحداث التي عاشتها (عدن)سقطت أقنعة كثيرة من مسؤولي سلطتها ،ولم نر غير مؤخراتهم ،وفي الوقت الذي سكن فيه الفزع وجوهنا ،وبيوتنا ،وشوارعنا كان بعضهم يستعد لاستقبال جحافل الاحتلال بالياسمين ،والزعفران،وينتظر لكي يسلمهم مفاتيح (عدن)!..
تحدينا القهر،وأنتصرنا ،وعادت نفس الوجوه إلى (هندول)السلطة ،وبرغم شعورنا بمرارة الخيانة ،قررنا عدم النبش في مواقفهم،وكان همنا لملمة جروحنا ،وحاولنا ان نفتح صفحة جديدة ،ورددنا على مضض الاسطوانة المشروخة (مش وقته)،ومنحناهم فرصة أخرى علهم يبرأوا من رجسهم ،ويغتسلوا من فسادهم ،ولكن ذيل (…)عمره ما ينعدل!..وأصبحنا اليوم على يقين بأن مثل هؤلاء المسؤولين (مخهم)ملوث ،ودماؤهم فاسدة،وذممهم رخيصة ،ولن يتطهروا من نجاستهم وان اغتسلوا سبع مرات بالماء والترابَ!..
لن تعيش (عدن) بسلام أو تنتهي معاناة أهلها ،وتركة النظام السابق الثقيلة ترزح على صدرها،وإذا لم تنظف سلطة (عدن) ،ومؤسساتها من (عفافيش) الظلام ،وأذناب الأحزاب ،سنظل نترنح،وستبقى خطواتنا صغيرة،ومقارنة بتضحياتنا ،والثمن الباهظ الذي دفعناه ،ومازلنا ندفعه!..
خلال الفترة القصيرة على وجود اللواء عيدروس الزبيدي كمحافظ لـ (عدن ) برهن هوورفيقه ( شلال )بأن أرض الجنوب حبلى بالرجال ،وتحققت في عهدهما الذي لم يتجاوز الخمسة أشهر إنجازات كبيرة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين،وتحديداً على المستوى الأمني، فـ (عدن)اليوم تعيش أوضاعا مستقرة بعد ان كان الإرهاب (يبهرر)في شوارعها نهاراً جهاراً، ولا ينقص من قيمة إنجازاتهم بعض حوادث الاغتيالات والتفجيرات ،فحتى الدول الكبيرة لم تنج من الإرهاب.
نعتقد بأن الإرهاب ليس بالضرورة شخص ملتحي أشعث الشعر،وعمامة سوداء وعبوة ناسفة ،فقد يكون الإرهاب على هيئة وكيل (بكرفتة) يسرق حليب أطفالنا،ويحتل كابوسه أحلامنا أوفي صورة مسؤول يعربد فساده في حياتنا،ويجعل كل لحظة نعيشها أشبه بالعقاب!..كما ان الخلايا النائمة ليس فقط (دحابشة)،ولا نشك بان هناك طابور طويل من الجنوبيين خونة ،وبلا نخوة !..
نقول لمحافظ (عدن)،ومؤسس المقاومة الجنوبية ،وقائدها ،ورمزها اللواء عيدروس الزبيدي..بان كل رجل شريف وامرأة حرة ،وطفل في الجنوب خلفكم،و(يبوس) راسكم،ويثق بمواقفكم ،وشجاعتكم،فلا تترددوا،ودوس يا (عيدروس) على الخائن والجاسوس..لقد هرمنا ،ونخاف ان تهرم احلام اطفالنا!..