احمد بوصالح
لم يكن موت الموسيقار العدني محمد مرشد ناجي مفاجئا لأحد وبالذات محبي المرشدي والمهتمون بالفن والشأن الفني الذين كانوا متابعين بحرص وقلق شديدين لحالته ووضعه الصحي المتدهور منذ فترة ليست بطويلة.
فرحيل المرشدي فاجئ الدولة والحكومة اليمنية والسادة أعضائها بما فيهم السيد وزير الثقافة الذي فوجئت بالفعل برحيله لأنها وباختصار شديد كانت بعيدة كل البعد عن ما مر به في الفترات الأخيرة حياته وغائبة تماما عن ما عاشه من ظروف صحية ومالية ومعيشية صعبة مما جعلها تخرج عن صمتها المطبق فور سماعها نبا رحيله المؤسف ببرقيات عزاء وببيانات نعي مكررة ومحفوظة لأبسط خلق الله عن ظهر قلب .
(رحل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، مات الفنان اليمني الكبير المرشدي،مات فنان الشعب أبوعلي .
وقام رئيس الجمهورية بتعزية أسرته معزيا إياها في وفاة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ، وهاهو رئيس الوزراء يعزي فيه ويعتبر رحيله خسارة فادحة على الوطن ، وزارة الثقافة تنعي فنان اليمن الكبير المرشدي) كل ذلك أبرز نتاج صدمة المفاجأة التي أصابت رؤوس قادة دولة وحكومة الوفاق اليمني
وتواصلا لمسلسل المفاجئة الرسمية الفضائية اليمنية تبث برنامج عن الفقيد الوطن ، الصحف اليمنية تنشر سيرة المرشدي وتشيد بما قدمه للوطن وللأغنية اليمنية في خطوة معتادة وهي إهمال المبدعين أحياء وتمجيدهم أمواتا.
الفنان أبن عدن والجنوب محمد مرشد ناجي لم يكن فنانا كبيرا فحسب بل مناضلا وطنيا جسورا قدم للثورة وثوارها الكثير الذي يفوق بإضعاف ما قدمه من تربع على كرسي الحكم ما بعد الثورة ناهيك عن ما قدمه للأغنية اليمنية والعربية من نتاج فني إثراء به ساحة الأغنية بأروع الأعمال الغنائية التي ستضل خالدة إلى الأبد في ذاكرة كل مواطن عربي و برحيله فقدت الأغنية العربية قاطبة واحد من أبرز فرسانها على مدى نصف قرن ونيف من الزمن.
وبما إن هذه الدولة ورجالها تعودت ومنذ زمن طويل على إهمال كبار المبدعين في كافة المجالات وبالتحديد الجنوبيين منهم وتجاهل ما قدموه طيلة حياتهم للوطن الذي لفظ أبو علي أنفاسه الأخيرة وهو ما يزال محتفظ بحب كبير له برغم الخذلان الذي أصاب قلبه الرقيق من جرا تجاهل ذلك الوطن له وعدم اكتراثه بمأساته الصحية التي تكللت أخيرا بالموت حيث سبق أن عانى من هكذا تجاهل ونكران وجحود عمالقة جنوبيين لا يقلون مستوى ومكانة عن المرشدي كالفنان الكبير محمد سعد عبد الله والفنان الكبير طه فارع والفنان الكبير خليل محمد خليل والفنان الكبير فيصل علوي والفنان الكبير احمد يوسف الزبيدي والفنان الكبير يوسف احمد سالم وغيرهم من المع نجوم الأغنية .
فرحيل فنان الجنوب الكبير وموسيقار الأغنية الشهير الذي ألف أجمل الجمل الموسيقية وصاغ أندر الألحان وشدا بأروع الأغاني الغزلية والوطنية ومن مختلف ألوانها الغنائية وبهكذا طريقة مخزية للدولة المنتمي إليها وتغنى بحبه الشديد والكبير لها كثيرا لم يكن شي جديد بل يعد حلقة جديدة في مسلسل الدولة التي تقتل أبنائها بساطور الجحود والنكران .
نعم رحلت ياباعلي عن هذه الدنيا الفانية ولكنك لم ترحل عن قلب وذاكرة كل جنوبي أحبك وعشق فنك الراقي، لم ترحل لأنك تركت لنا تركة فنية كبيرة وتراث غنائي عريق يتضمن أجمل روائعك الغنائية من عيار ضناني الشوق، أنا من ناظري أغار عليك ، على أمسيري، دار الفلك، مش مصدق، ليه يا بوي ،أراك طروبا ، نشوان، صادت عيون المهاء قلبي ،ياهلي مالك كذا، مخلف صعيب، أرض امجبل. ،أمانتك ،أهلا بسيدي ،أجمل هوى. ، أحبها ، اخضر جهيش وغيره من الروائع الغنائية التي يحفل بها سجلك الفني الخالد.
نعم رحلت أيها الفنان العدني الجنوبي الكبير رحيل الشهداء الأبطال فأنت استشهدت برصاص الإهمال والنكران اليمني الذي لا يختلف في شي عن الرصاص الناري اليمني الحي الذي به أستشهد الآلاف الرجال من بني جلدتك ، رحلت في وقت كان شعبك الجنوبي يحضر ويستعد فيه لأحياء ذكرى يوم الشهيد الجنوبي الذي تعد أحدهم .
رحلت يأبوعلي كبيرا كما عشت كبيرا ولكنك برحيلك أخلقت جرح جنوبي جديد يضاف إلى جروح شعبك الكثيرة فإلى جنة الخلد ورحمة الله تغشاك .