تفجير عدن ليس الأول ولن يكون الأخير.

2016-03-27 14:25

 

تابعت بحزن وقلق بالغ  التفجير الأرهابي الذي وقع في عدن مساء هذا اليوم الجمعة ، ولا أملك بهذه اللحظة إلا أن أتقدم لأسر الشهداء بالمواساة وطلب الرحمة والمغفرة لهم ومثواهم جنات الخلد بأذن الله.

نعم أنه ثمن الحرية وعودة دولة الجنوب لأصحابها شاء من شاء وأبى من أبى ، أن شعب الجنوب صاحب القضية الجنوبية المنسية في وجدان وضمائر العالم  يقدم الشهداء بالجملة لأجل عودة دولته المُغتصبة من الشمال  وها هي قوافل الشهداء تتصدر المشهد الجنوبي يومياً أمام نظر العالم ومسمعه حتى غدت تلك القوافل لاتشكل لضمير العالم أي أعتبار  ولا للضمير الخليجي الذي يرى  شلالات الدم التي تسيل على أرض الجنوب ولازالوا مُتمسكين برأيهم وسياستهم أتجاه الجنوب التي ترفض وبشكل حاسم وقاطع عودة الجنوب لشعبه الذي يُضحي يومياً منذ أكثر من ربع قرن وهو يُقتل وتُنهب ثرواته .

 

اليوم وبعد هذه المجزرة المُروعة  لم يعد هناك أي خيار أمام العالم ودول الخليج تحديداً لأن يردوا الجميل لشعب الجنوب ومقاومته الباسلة التي لولاها لما أستطاع التحالف ولا شرعية هادي بحاح أن تطأ قدمهم على أرض الجنوب ، وما هذه المجزرة التي حصلت في عشية الذكرى الأولى لعاصفة الحزم إلا رد من المخلوع وحليفه الحوثي وأنتقام واضح من الشعب الجنوبي الذي عزمهم في الجنوب وطردهم شر طردة ، وما يُطالب به الشعب النوبي هو حق من حقوقه التي كفلتها كافة الشرائع والأتفاقيات الدولية وبالأخص أتفاق الوحد المشؤومة التي يدفع ثمنها الجنوبيون لغاية هذا اليوم .

 

ومن الواقع وأحداثه المؤلمة لا أعتقد بل أُجزم بأن خيار الشعب الجنوبي هو رفض التمسك بتلك الوحدة المشؤمة  أوان التحرر والأنعتاق من ذلك أصبح ضرورة حتمية لوقف نزيف وشلال الدم الجنوبي الذي لن يتوقف ولن تكون تلك المجزرة هي الأخيرة لا بل ستزداد شراسة وخسة خلال الأيام القادمة خصوصاً قبل أنعقاد مؤتمر الكويت المزمع عقده في منتصف الشهر المقبل .

لذلك لامجال ولأخيار اليوم أمام  المقاومة الجنوبية الشريفة إلا أن تبادر وفوراً لأمتلاك زمام المبادرة وفرض أمر واقع رداً على تلك المجزرة التي لم تستثني أحد بطريقها وحصدت الأرواح الجنوبية الطاهرة ، أن تلك الرسالة التي وصلت للشعب الجنوبي يجب أن تفهمها المقاومة الجنوبية بشكل لا غبار عليه وأصبح حماية الشعب الجنوبي كما هو حاصل من واجباتها مثل ما هو واجبها تحرير الجنوب وأعلان دولته المستقلة الأن وليس غداً ، فكل ساعة تأخير ومماطلة وتسويف ما هي إلا فسحة لترتكب قوى التخلف والسيطرة والاستعمار الشمالي بدعم من حلفائه لكي يرتكبوا المزيد من سفك دماء الشعب الجنوبي الزكية  ، وعليه أقولها وبكل وضوح وصراحة فأن كانت هناك مجازر سابقة واحتواها شعب الجنوب وسكت عنها على أمل أن تحميه شرعية هادي بحاح فأن بعد تلك المجزرة لامجال إلا أن تحمي المقاومة الجنوبية شعبها ،وأن كان هناك من يعتقد بأن هذه المجزرة ستكون الأخيرة فهو واهم حتى النخاع  ولن يتحرر الجنوب بدون أدنى شك أن لم تتغير المعادلة على أرض الجنوب لصالح رؤية التحرير والأستقلال...