مهما تكن مصداقية الأنباء التي تتحدث عن موافقة الحوثي على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ، ومهما تكن نتيجة حوار الكويت المزمع عقده في أخر شهر مارس الجاري ومهما تكن المُعطيات على أرض الجنوب والشمال .فأن الخاسر الأكيد في كل هذا الخضم سواء وافق الحوثي على قرار مجلس الامن 2216 أو أجتمعوا في الكويت وخرجوا بأتفاق أياً كان مضمونه ، هو الجنوب والشعب الجنوبي الذي راح بالرجلين كما يُقال ، وسبق وأن نبهت في أكثر من مناسبة وبح صوتي وتشنجت عضلات حُنجرتي وأنتفخ بلعومي وأنا أصيح وأقول ياشعب الجنوب انتبهوا لما يخطط لكم ،بادروا وأفرضوا واقع جديد لكي تكونوا رقم صعب بمعادلة التسويات والأتفاقيات ولكن لاحياة لمن تنادي ،وقلت لاتغلبكم النويا الطيبة أو المساعدات الهزيلة التي تُقدمها دول التحالف لكم وابتعدوا عن المديح السمج والذي يقلل من شأن دماء شهداء الجنوب ، فها أنتم اليوم ستدفعون ثمن حسن نواياكم وها أنتم اليوم تدفعون ثمن مُهادنتكم للشرعية التي أخذتكم لحم ورمتكم عظم ..
ما مصير الجنوب في حال ما أذا صحت تلك الأنباء أو على أقل تقدير ما هي النتيجة المتوقعة التي سيخرج بها الجنوب من أجتماع الكويت في أخر الشهر؟اتحدى أي سياسي جنوبي أن يُعطينا توقعه فيما أذا كان مصير الجنوب ومستقبله وشعبه سيكون على طاولة الحوار ، وأقصى ما سيخرج به أي أتفاق فيما أذا حصل فأنه لن يخرج عن ما تراه دول الخليج ومُخرجات الحوار ، أما بشأن تحرير الجنوب وأستقلاله فهذا ليس وارداً أطلاقاً برأس أي من كان في اللعبة السياسية لا من الشماليين بطبيعة الحال ولا من شرعية هادي وبحاح ولا من دول التحالف وعلى رأسها دول الخليج ، لذلك الخاسر وبأمتياز هو الشعب الجنوبي الذي ضحى من أجل أن تضع شرعية هادي رجلها على أرض الجنوب .
فهل يستفيق الجنوبين على هذه الحقيقة المؤلمة التي تتعارض مع مصالحهم التي ضاعت بالرجلين ؟.. هذا ما آمله من تخديرات شرعية هادي وإعلامه سوف تستمر إلى أن تتمكن لتُنهي أمل الجنوبيين بدولتهم؟ وهذا ما لا آمله...